من الملاحظ أنه ما أن يدعو الإمام في خطبة الجمعة، أو أثناء دعاء القنوت في رمضان بقوله : (اللهم اقض الدين عن المدينين)، إلا وتجد أن معظم الناس تصحصح في المسجد أكثر، وتقول بنبرة أعلى من الدعاء السابق (آمين.. آمين)!.
مما يدل على أن الإمام -وفقه الله- لمَس حاجة في نفوسهم، وحرّك مشاعرهم، وأسأل الله ألا يُخيب رجاءنا ورجاءهم، فهو الجواد الكريم، ومن الطبيعي مع تغير أسلوب الحياة، ومغرياتها المتعددة، وتحول (المَأكل، والمَسكن، والمَركب) في الحياة العصرية الجديدة إلى نظام الأقساط والديون، أن يكون هذا همّاً كبيراً، وكأن (المولود الصغير) يجب أن يُعد له والده (كفيل غارم) بمجرد دخوله الحياة، حتى يسدد أقساطه الدراسية، ويؤمن ألعابه ومستلزماته، حتى يكبر وبتوظف، وهنا المفروض (يعتمد على نفسه) كما تقول الأمثال!.
ولكن الواقع بيقول (غير هيك)، أبصر (شو) بيعمل؟ بيمشي على نفس مسار أبوه اللي جعل منه (زلمه له شوارب)، وما معه (مصاري)!.
هكذا تدور عجلة (حياة البسطاء)، من دَين إلى آخر!.
صحيح قد لا يملك صاحب (الدين) سيارة فارهة، أو(شقة مُلك)، وقد يحتاج من أجل السفر في الصيف إلى أبها أو الطائف (خطة تقشف) تمتد لشهرين أو أكثر، ولكنه في النهاية (راض ومقتنع) لأن الأرزاق بيد الله، وهو يقسمها بين البشر!.
اللافت أن هناك أيضاً شخصا آخر (يُؤمن على نفس الدعاء) ولكنه يصيِّف في باريس، ويمتلك فيلا بـ 4 ملايين، ولديه سائق وخادمة، وأرباحه الشهرية كبيرة لأنه (من يُقرض) صاحبنا الأول!.
المشكلة أنه لا يدعو لسداد (دَين الرجل السابق)، بل يرجو سداد دينه هو! لأنه يصنف نفسه (بالمديون) رغم كل ما يملك؟!.
بصراحة بطلت أفهم (إشي)؟!.واللي بيفهم ياريت يخبرنا؟.
بالطبع فضل الله واسع على (الاثنين) معاً، والله يقضي الدين عنهما!.
نشوفكم في مقال بكرة، وعلى دروب الخير نلتقي.