تابعت ما نشر في «الجزيرة» والعديد من الصحف والمواقع الإلكترونية حول قيادة المرأة للسيارة، وأقول إن حب بلادنا السعودية شيء أساسي وفطري ولله الحمد؛ لأن بلادنا هي مهبط الوحي ومكان ومولد ونشأة الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم، ويوجد بها الحرمان المكي والنبوي، وغيرها من النعم ولله الحمد التي لا تعد ولا تحصى، ولهذا السبب يكثر ويتزايد الحاقدون والحاسدون لأن النعم التي في بلادنا يتمنى جميع البلاد لو يجدون واحدة من هذه النعم موجودة في بلادهم، مثل نعم وجود الكعبة الشريفة التي هي قبلة المسلمين يتمنون لو كانت هذه النعمة في بلادهم.
فيجب على جميع السعوديين والسعوديات أن يشكروا الله سبحانه وتعالى أن شرفهم وجعلهم من سكان هذه البلاد ويشكروا الله على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى في بلادنا ولله الحمد، ويجب نشر المحبة والأمن والأمان في بلادنا لأن ذلك يزيد في بنائها ونهضتها، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عمر الله البلدان بحب الأوطان. معنى ذلك أن حب الأوطان هي السبب في بناء الأوطان.
وقال عليه الصلات والسلام: اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد. رواه مسلم. وقال تعالى (ضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً في كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) سورة النحل. معنى ذلك يجب على الإنسان أن يشكر الله على النعم الموجودة في بلادنا حتى بإذن الله تزيد هذه النعم، ويجب عليه أن لا يكفر بهذه النعم لأن الكفر بها سوف يأتيه من الله عذاب وعقاب شديد.
ولكن للأسف الشديد إننا الآن نسمع كثيراً من الناس يريدون تقليد الغرب والتشبه بهم في عمل مظاهرات في بلادنا يظنون أن هذه المظاهرات سوف تحقق لهم كل شيء يتمنونه في بلادنا، مثل قيادة النساء للسيارة وغيرها، وهذا من أكبر الغلط أن يفكر الإنسان بتحقيق الأمنيات والأشياء التي يتمنى تحقيقها في بلادنا أن يحاول تحقيقها عن طريق هذه المظاهرات، فهذا لا يجوز لأنه تشبه بالكفار، ومن تشبه بقوم فهو منهم، وقال تعالى {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} سورة الأنفال (46)، وهذه المظاهرات لها أخطار كثيرة ليس لها حدود عندما يفعلها الإنسان والعياذ بالله لأنه سوف يكثر في بلادنا القتل وسفك الدماء وخراب للبيوت، ولكن يجب على المسلمين العاقلين عندما يريدون أشياء أن تتحقق في بلدنا مثل قيادة النساء السعوديات للسيارة أن يحققوا هذه الأمنية عن طريق عمل الخير وليس عن طريق الشر، وأن يلجؤوا أولاً وقبل كل شيء إلى الله سبحانه وتعالى بكثرة الدعاء، لأن الإنسان المظلوم دعاؤه لا يرد، لأن النساء السعوديات من حقهن أن يطالبن بقيادة السيارة، وهذا ليس عيباً. وقد قال عليه الصلاة والسلام: ما ضاع حق وراء مطالب. رواه مسلم. ولكن يجب أن يطلبوا هذا الطلب ليس عن طريق المظاهرات لأن أعداء الإسلام إذا سمعوا أن النساء السعوديات قمن بعمل مظاهرات يطالبن بقيادة السيارة سوف يفرحون أنه بدأت الآن الحرب والعداوة والمشاكل بين الحاكم والمحكومين، وهذه المشاكل يتمنى أعداء الإسلام أن تتحقق لهم في بلادنا، فيجب على المؤمنين والمؤمنات أن يستغفروا الله ويقولوا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقد قال تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} سورة آل عمران (103)، ويجب عليهم أن يحاولوا ويجتهدوا في تحقيق هذه الأمنية التي يتمنونها وتحقيق كل شيء يتمنونه في بلادنا عن طريق عمل الخير مثل كتابة الرسائل الجميلة وكتابة أبيات شعر جميلة ومؤثرة تعبر لهم عن شدة حاجات النساء لقيادة السيارة، وقول أناشيد جميلة بدون موسيقى وبدون آلات طرب يعبرون بهذه الأناشيد الجميلة عن كل شيء يتمنون تحقيقه في بلادنا السعودية، وكذلك يستطعن تحقيق هذه الأمنيات عن طريق كتابة أفكارهم وآرائهم واقتراحاتهم وعن طريق وضع مجالس للنقاش والتفكير ولحل المشاكل والقضاء عليها، وعن طريق النصح والإرشاد، وقد قال الرسول عليه الصاة والسلام: الدين النصيحة. قالها ثلاثا قالوا لمن يا رسول الله؟ قال لله وكتابه ورسوله وأئمة المؤمنين وعامتهم. رواه مسلم. فيجب على الإنسان أن يلجأ إلى الله ويصلي صلاة الاستخارة قبل أن يفعل أي شيء يريد العمل به، وألا يلجأ إلى المظاهرات لأنها هي من الشيطان ولن يبارك الله له في أي طلب يطلبه من هذه المظاهرات، لأنها تبعد الأمن والأمان عن بلادنا، وقد قال عليه الصلاة والسلام: من نزلت به فاقة أي من أصابه الفقر فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل. رواه الترمذي. معنى ذلك يجب أن يلجأ الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى في كل مشكلة تواجهه وألا يلجأ إلى الشيطان.
وفي الختام ننصح جميع السعوديين والسعوديات بالابتعاد عن المظاهرات ويجب عليهم كثرة الدعاء، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: لا يرد القضاء إلا الدعاء والدعاء هو العبادة. رواه مسلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.