الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
أقول له: ولئن أثرت لها الطريق فإنها تثري الحياة بفيضها الدفاق؛ فهي الشراع لمركب يسري على لجج البحار بنسمة الإشفاق.
لقد ثبت لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن المرأة السعودية تمتلك من المهارات والقدرات ما يمكّنها من ممارسة الكثير من الأعمال الفنية والمهنية والإدارية، سواء أكان ذلك في القطاع الحكومي أو الأهلي، وأنه بإمكانها إثبات ذاتها متى ما أُتيحت لها الفرصة.
وباطلاعي على ورقة العمل التي طُرحت في ندوة بعنوان (رؤية مستقبلية للحد من بطالة خريجات الجامعات)، خلال الفترة من 14 إلى 15 مارس بجامعة الملك سعود، اتضح لي أن حل مشكلة البطالة بين النساء السعوديات يكمن في كثير مما ورد بتلك الورقة؛ لما تناولته من أسباب ومعوقات، يمكن تجاوزها بدراسة متأنية لنسبة البطالة، ونسبة فرص العمل، واختيار أنسب وأسرع الطرق لمعالجتها. فالمرأة السعودية تحتاج إلى المزيد من الثقة بنفسها، وإلى النظرة الدقيقة لحاجة المملكة لأياديها البيضاء، وحاجتها الخاصة لممارسة عمل يقيها عاديات الدهر، سواء كان حكومياً أو أهلياً، والدليل على ذلك ما لاحظته من تميز فيما يُسند إليها من عمل، بل رغبتها الأكيدة في إظهار تميزها فيه.
والمرأة التي تنظر للقرار رقم (120) الخاص بتوسيع فرص العمل للمرأة السعودية في أسواق العمل بعين التقدير والتثمين لترجو من المسؤولين تفعيل القرار بصورة أسرع وأفضل؛ للحد من بطالة المرأة السعودية، إضافة إلى إزالة كل أسباب البطالة ومعوقات انطلاقها في ميدان العمل. ولا شك أن حرص والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ حفظه الله ورعاه ـ على تعزيز مكانة المرأة ودورها في البناء، وتوجيهاته الكريمة بإنصافها وفق عقيدتنا الإسلامية، لا شك في أن ذلك يشكِّل فرصة سانحة للعمل؛ من أجل عزة وكرامة المرأة، وذلك بتوسيع مجال العمل لها، أسوة بالرجل، ووفق إمكاناتها وما تتطلبه ظروف الحياة، على أن تراعى مواءمة تأهيلها لحاجات أسواق العمل والدوائر الحكومية مع اتساع مجالات التدريب المهني والفني والإداري التي تعينها على تعزيز ثقتها بنفسها وتنمية مهاراتها، وهي تكمل دور الرجل من أجل السمو بهذا الوطن المعطاء، وبنائه وتنميته.
فامضي يا أختاه، وثقي بالله ثم بنفسك، وتبوئي مكانك المرموق بين السواعد البناءة، وتذكري دائماً أن أول المشوار خطوة، واطرقي كل السبل المتاحة لك في عهد مبارك كريم؛ لكي تسهمي في دفع عجلة البناء.