تتعرض الكثير من الحدائق العامة وساحات البلدية في أحياء متفرقة من الرياض إلى التخريب المتعمد ورمي النفايات من قبل العابثين من أعداء البيئة، فضلاً عن ممارسة سلوكيات تصدر من بعض الشباب، فمنهم من يتخذ الممشى مكاناً للسهر والتضييق على الناس، أو من يصعد بسيارته على الأرصفة ويزيح الحواجز ويحطمها.
لقد امتدت أيدي العابثين لتشوه حق العامة وتلويث تلك الصورة التي ربما تكون الوحيدة التي كانت جميلة داخل أحيائنا السكنية الخرسانية. تلك الأيادي المخربة تتعدي على حقوق الآخرين لتمنعهم من الاستفادة من هذه المنشآت العامة التي هي أبسط حق من حقوقهم. أيادٍ فاسدة عمدت على تحطيم أعمدة الإنارة وكسرت ألعاب الأطفال، كما سلبت السياج الحديدي، بل وصل بها الأمر إلى تكسير أغصان الأشجار والتسبب في موتها!
مؤلم جداً ومحير ذلك الشعور وأنت ترى مثل ذلك التخريب وتستحي أن يكون في مجتمعنا من هم عديمو المسؤولية بهذا الشكل الفج، ويحملون سلوكاً سلبياً بمثل هذه الحدة والنزعة الطاغية من العنف ضد شجر وحجر! وتعجب ممن له مصلحة في ذلك التخريب والفوضى والعبث والتكسير ورمي المخلفات الذي أصبح شعار البعض دون أية مبالاة.
وعلى قناعتنا أن البلديات هي المسؤول الأول تجاه المحافظة على تلك الحدائق والمتنزهات، والتي أقامتها الدولة وصرفت عليها المليارات لتكون متنفساً للأهالي وتعطي لمدننا «العارية» من الغطاء النباتي ذرة روح وإنسانية. إلا أن ذلك لا يعني أن حماية تلك المنشآت هي مهمة الجميع، وكلنا شركاء في المسؤولية وخصوصاً أولياء الأمور، مؤسسات المجتمع، المدارس والمعلمين الذين لهم دور مهم في إيجاد أجيال وأعية ومدركة لأهمية هذه الخدمات العامة والمحافظة عليها.
نعم الكل يجب أن يدعو إلى ذلك لتبقى هذه الأماكن صالحة وسليمة، لكن الدور الأكبر ما هو مطلوب من أمانات المدن حالياً، وهو أن تتحرك سريعاً وتلحق على ما تبقى من محتويات تلك المنشآت قبل أن يتم سلبها بالكامل، وتضع خطاً لتلقي البلاغات، وتلتفت إلى مسألة الرقابة على هذه الساحات والحدائق ومحتوياتها من خلال تأمين حراسات أمنية خاصة لهذه المنشآت، وضبط العابثين والحصول على سلطة في محاسبة كل من يتورط في تشويه المرافق العامة أو التعدي عليها لأنه تعدى على الوطنية ومقدرات البلد، وإصدار العقوبة والغرامة المالية عليه كي يكون عبرة لغيره من المتخلفين أعداء الحضارة حتى تحقق النتائج الإيجابية.