في أقصى شرق منطقة جازان تطل جبال آل يحيى شامخة بقلاعها وحصونها التي لم يغير ملامحها الزمن. وتعتبر آل يحيى التابعة لمحافظة الداير - بالرغم من وقوعها في منطقة عالية الارتفاع وشديدة الانحدار - واجهة سياحية بكراً، ينقصها الاهتمام والمتابعة للعديد من الخدمات الحيوية؛ فجمال الطبيعة وسحر المكان يستقبلان زوارها بكرم أهلها وبساطتهم، ولكن قلة الاهتمام وانعدام مواد البناء جعلا سكانها يفضلون المهاجرة إلى مناطق مختلفة من المملكة. وتشتهر جبال آل يحيى بعدد من القرى الأثرية والقلاع القديمة التي صممت في أماكن عالية الارتفاع وبأشكال هندسية رائعة؛ لتكون حصناً منيعاً وقت الحروب في قديم الزمن.
ومن القلاع المشهورة التي يمتد عمرها لأكثر من 300 عام قلعة الولجة والحدبة والقزعة والثهار والعصيمية، وغيرها من القلاع والحصون؛ ويطالب العديد من الأهالي هيئة السياحة والآثار بالاهتمام بهذه القلاع التاريخية.
وتُعدّ آل يحيى التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 3000 نسمة منطقة سياحية تمتاز بطبيعتها الخضراء ومدرجاتها الزراعية والينابيع العذبة، كما يعتمد الأهالي على الزراعة والرعي.
سلمان اليحيوي يشير إلى أن المنطقة تنقصها العديد من الخدمات، منها الطرق، وهي أكبر ما يؤرق الأهالي، ويؤخر التنمية في هذه المنطقة المهمة؛ إذ يعاني الأهالي والمعلمون القادمون من خارج المنطقة والكبار في السن من تلك الطرق الوعرة، التي تحتاج إلى سفلتة وصيانة. وأضاف بأنهم بحاجة إلى دعم النقطة الصحية الوحيدة التي تخدم 3000 نسمة؛ إذ تحتاج إلى المزيد من الأجهزة والكوادر الطبية، ولبعد المستشفى الأقرب منهم وصعوبة الوصول إليه بسبب صعوبة الطرق؛ فيُتوفَّى بعض الحالات قبل الوصول إلى المستشفى. وتابع بأن ما يؤخر التنمية منع مواد البناء من الوصول إليهم؛ ما دعا الكثير من أبنائنا بعد الزواج لهجر المنطقة لعدم توافر مساكن لهم ولأولادهم.
كما يشير المواطن أحمد اليحيوي إلى أنه يعاني من النقاط التابعة لحرس الحدود، التي تمنعهم من دخول مواد البناء إلا بتصريح ترميم، وليس إنشاء؛ ما سبب تعثراً لمشاريع حكومية كالمدارس الحكومية والسدود، إضافة إلى منعهم المرور بأكثر من خمس مواشٍ. ويشير إلى أن الخدمات الصحية ضعيفة بوجود نقطة صحية يوجد بها ممرض واحد فقط، مطالباً بدعم المركز الصحي بعدد من الكوادر والأجهزة المتطورة؛ لما يعانيه كبار السن من النزول إلى أقرب مستشفى.
ويضيف أبو عباس اليحيوي بأنه بالرغم من قلة الخدمات الأساسية من مياه وإنارة وسفلتة إلا أنهم يرفضون ترك منطقتهم للمتسللين؛ إذ إن منطقتهم تُعد تاريخية، ولما تتمتع به من مقومات زراعية وسياحية. مشيراً إلى أن الشباب المقبلين على الزواج جبرهم عدم وجود أماكن للاستئجار بسبب منعهم من البناء والإنشاء على الخروج واستئجارهم خارج آل يحيى، كما أنه لا يوجد مسجد جامع يتم فيه إقامة الخطب في يوم الجمعة، مطالباً بإنشاء مسجد ودار لتحفيظ القرآن الكريم. كما يناشد من أعلى قمة جبال آل يحيى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - النظر في وضعهم وحل معاناتهم، وقال إن خادم الحرمين الشريفين لن يرضيه وضعنا ومعاناتنا.