منذ مجيء رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى الحكم، ثم تعيين هيروهوكو كورودا على رأس بنك اليابان، وإحداث صدمة وتغيير كبير في سعر صرف الين الياباني، الذي أهلك الشركات اليابانية في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها كبرى شركات التصدير، ومنها ما هو في قطاع السيارات مثل هوندا، وتويوتا، ونيسان، وميتسوبيتشي، وشركات أخرى مثل سوني التي واجهت صعوبات كبيرة في التعامل مع معدّل سعر صرف الين، الذي أثّر بقوة على نتائجها، حتى إن شركة كوداك العريقة أفلست.. فالتراجع كان كبيراً للين الياباني، مقابل العملات وخصوصاً الدولار والجنيه الإسترليني واليورو.
باستعراض زوج الجنيه الإسترليني مقابل الين الياباني الذي كان في الماضي تقريباً الزوج المفضل للمتداولين، وكان يعرف بالزوج» المجنون»، قد امتاز بقفزات مخيفة، إن كان بالصعود القوي أو بالتراجع الكبير، وعاد مرة جديدة يلفت الأنظار ولو بدرجة أقل من العصر الذهبي له.
تحرك تقريباً منذ نوفمبر مع مجيء رئيس الوزراء الجديد، والثورة التي أحدثها في معدل صرف الين، كان الزوج عند مستويات 125 ثم قفز حوالي 2,500 نقطة وكان تقريباً سجل في بداية سنة 2012 أدنى المستويات عندما وصل إلى 117، وبذلك يكون الين الياباني تراجع بحوالي 37 % من هذه المستويات.
وخلال هذه الموجة من التراجعات للين، جاء أقوى ارتفاع شهري للزوج في الموجة الأخيرة، وكان ذلك في آخر شهر من العام الماضي، وجاء الارتفاع في ديسمبر بحدود 1100 نقطة، من مناطق 130 إلى 141.
ومن الفترات التي شهدت ارتفاعات مميزة كان هناك أيضاً 750 نقطة ارتفاع في يومين للزوج من 140.36 إلى 147.87، وكان نجم الأسواق دون منازع وقتها.. بالرغم من الحركة الكبيرة على الجميع، كان زوج الباوند مقابل الين الذي سجل أكبر صعود في يوم واحد 640 نقطة، منذ عام ونصف العام تقريباً، وبالتحديد منذ نهاية أكتوبر 2011، عندما صعد من 121.86 إلى 127.30 بحدود 544 نقطة. ومن الملاحظ أيضاً أن مناطق فوق الـ 142 نقطة ممكن الزوج يتحرك بين 500 إلى 800 نقطة بشكل عادي في جلسة واحدة، وهنا تكمن خطورة التعامل مع الزوج فوق الـ 142.. طبعاً عدا السياسة النقدية الجديدة في اليابان، ساعد ارتفاع زوج الباوند مقابل الدولار في الأشهر الأخيرة وتزامن ذلك أيضاً مع مجيء مارك كارني رئيساً لبنك إنكلترا خلفاً لميرفن كينج الذي أمضى حوالي 10 سنوات على رأس البنك في صعود الزوج، وبذلك تكون حصيلة الارتفاع دعماً مزدوجاً من ارتفاع الإسترليني وتراجع في الين.
المستويات الحالية القريبة من 160 التي يتداول عندها الزوج، تظل بعيدة عن أعلى مستوى له على الإطلاق عن أرقام عالية فوق 250، وبالتحديد 251.18.
عند اندلاع الأزمة العالمية، شهد الزوج هبوطاً عامودياً وحاداً على مدى 7 أشهر متتالية من مستويات 216 إلى تحت مستويات 118 بقليل، وفقدَ أكثر من 45% من قيمته، وأكثر الشهور سجل فيها هبوطاً قوياً كان أغسطس من العام 2010، حيث سقط الزوج بحوالي 3 آلاف نقطة من 188 إلى 158، وتحرك متداولاً بأكثر من 5 آلاف نقطة بين أعلى نقطة 190 تقريباً، وأدنى نقطة 139. ومن الملفت للنظر أن الزوج لم يسجل أدنى مستوى له على الإطلاق مثله مثل زوج الدولار، مقابل الين أثناء حادثة محطة فوكوشيما النووية في اليابان التي وقعت في شهر مارس - آذار من عام 2011، بعد انهيار ثلاثة من مفاعلات الماء المغلي في محطة فوكوشيما النووية، وكانت هذه أسوأ كارثة تعرضت لها اليابان منذ الحرب العالمية الثانية، وفي تلك الفترة سجل 122، ولكن الزوج ارتد بعد تدخل المركزي الياباني بائعاً الين مقابل كل العملات ووصل في الشهر التالي إلى 140.