أودّ بداية أن أسجل شكري للزملاء في ملتقى مستقبل الإعلام المرئي (شوف) الذي نظمته مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (مسك الخيرية) لدعوتهم لي حضور فعاليات الملتقى الذي عقد في الرياض الفترة الماضية ومكرراً لهم اعتذاري لعدم تمكني من شرف الحضور والاطلاع على ما تحدث به الزملاء في ورش العمل المصاحبة للملتقى.
مثل هذه الملتقيات أحرص على حضورها، وإن لم أتمكن فإنني أتابع مجرياتها ولقاءاتها التي عادة ما تتسم بـ(الحميمية) والاستفادة من تجارب الآخرين، كلّ فيما يخص عمله.
ما لفت انتباهي هو مبادرة (مسك) باستعدادها التام لترجمة أي عمل مرئي يعرض في اليوتيوب وترجمته للغة الإشارة، وأعني هنا الفيديوهات الخاصة بالعمل التطوعي والخيري الهادف.
هذه المبادرة بالذات سيكون لها صدى إيجابيا، وإشراك لذوي الاحتياجات الخاصة، وإعادتهم لمكانهم الطبيعي في المجتمع الذي طالما يحاول بطريقة أو بأخرى وضعهم في مناطق بعيدة عنه.
ركزّ الملتقى بحسب القائمين عليه، تسليط بقعة ضوء على الإعلام المرئي، وكلٌّ تحدث فيما يخصه من هذا الجانب، خصوصاً الجيل الجديد من الشباب الذين أثبتوا حضورهم ونجاحهم في الفضاء الإلكتروني.
عالمياً يحقق السعوديون مراكز متقدمة (جداً) في استخدام وسائل الاتصال الحديث ونسب مشاهدتها والتفاعل معها، ولذلك كان لزاماً على (شوف) التنبه لهذا الأمر بطريقة ذكية، فحاولت في ملتقياتها استقطاب كثير من الشباب الذين أسهموا في دعم ورفع الوعي عند الجماهير مسخّرين إمكاناتهم لهذا الهدف.
هذه المبادرة ليست تسجيل موقف والسلام، لكنها بالتأكيد رمي حجر في المياه الراكدة واستشعار هام للدور المناط بها أو بمعنى أدق للدور الذي أرادته لنفسها.
شكر موصول لكل من ساهم في فكرة هذا الملتقى، وتقدير لكل من شارك فيه وعمل وقال رأيه، وطرح رؤيته، ودافع عن فكرته، واستمع لنقد صاحبه، ولكل من جمع هذه المواهب والقدرات تحت سقف واحد.
إننا بحاجة ماسة لمثل هذه الملتقيات التي تنظر وتهتم للجوانب الإنسانية داخل المجتمع السعودي، حتى لا تغفل عنها، وهي بذلك تعطي سُنَّة حسنة للبقية لتسأل الجميع بصوتٍ عالٍ: هلم من منافس؟.