اتفق عدد من المختصين في شأن الأمن الفكري أن موضوع الفكر والقضايا المتعلقة بحمايته احتل حيزا كبيرا من الاهتمام في التشريع الإسلامي، وأكدوا خلال مشاركتهم في الملتقى العلمي «نحو إستراتيجية للأمن الفكري والثقافي في العالم العربي والإسلامي» الذي نظمته جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في مقرها بالرياض واختتم فعالياته أمس، أن الدول العربية والإسلامية تعرضت في السنوات الماضية لمجموعة من الهجمات الإرهابية الدامية من قبل مجموعات متطرفة اتخذت المنهج الضال أسلوبا لها.
وأوضح الدكتور عبدالرحمن بن عبد العزيز الهدلق مدير عام الإدارة العامة للأمن الفكري في محور «تجارب بعض الدول العربية والإسلامية في مواجهة الانحراف الفكري» أن المملكة تعرضت في السنوات الماضية لمجموعة من الهجمات الإرهابية الدامية من قبل مجموعات اتخذت المنهج الضال أسلوبا لها واستهدفت الآمنين ومقدرات الوطن وبث الرعب في أنفس مواطني ومقيمي وزوار هذا البلد الأمن.وقال الدكتور الهدلق إن المملكة جزء من هذا العالم الذي تعرض في بعض مناطقه للظاهرة الإرهابية على أيدي أفراد متشددين من جنسيات مختلفة ومن ثقافات متنوعة ولكن من الأمور المؤلمة أن النسبة الأكبر لمن قام بالعمليات الإرهابية داخل المملكة كانوا من أبناء هذا الوطن بل ظهرت بعض الأسماء السعودية ضمن قوائم المتهمين والمطلوبين على خلفيات الأحداث الإرهابية خارج البلاد في عدة مناطق من العالم.
وأوضح الدكتور الهدلق أنه في سبيل مواجهة هذه المشكلة ومعالجتها قامت وزارة الداخلية بعمل عدد من الدراسات العلمية الميدانية والمكتبية ذات الطابع الفكري والأمني بهدف معرفة العوامل والمسببات التي تقف وراء نشوء ظاهرتي التطرف والإرهاب وتناميها وبذلك أسهمت هذه الدراسات وبفاعلية في رسم إستراتيجية شاملة من خلال تبني نظرية (3MS) والتي تعني بالتعامل مع ظاهرتي الإرهاب والتطرف من خلال تركيزها على عناصرها المعروفة مثل عنصر الشباب والمال والفكر، كما لم تقتصر إستراتيجية المملكة على المواجهة الميدانية الأمنية أو ما يسمى «بالقوة الخشنة» فقط كحال بعض الدول في مواجهتها لهذا الخطر الإرهابي بل تميزت المملكة باستخدام منهج المواجهة الفكرية من خلال استخدام الأساليب والمعالجات الفكرية أو ما يسمى «بالقوة الناعمة» ورسمت لذلك إستراتيجية ذات طابع أمني فكري.وقال الدكتور الهدلق ومن أهم مكونات «إستراتيجية الأمن الفكري» عناصر ثلاثة مترابطة تتمثل في كلمة «وتر» وهي الأحرف الأولى من الكلمات الثلاث «وقاية، تأهيل، رعاية» وتهدف إلى «وقاية أفراد المجتمع وتحصنه من الأفكار الضالة وإعادة «التأهيل» للمتورطين في الأعمال الإرهابية وتوفير «الرعاية» اللاحقة لهم بعد الإفراج عن هؤلاء المتورطين في مثل تلك الأعمال، كما تحتوي الإستراتيجية السعودية على عدد من الجهود المتعددة والمساندة لإستراتيجيتها الشاملة مما أسهم في نجاح الإستراتيجية السعودية والتقليل بصورة ملحوظة من الأعمال الإرهابية التي ترتكبها بعض تلك العناصر المتطرفة.