أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أن دول مجلس التعاون تدرك تماماً ما يحيط بها من المخاطر الداخلية والإقليمية والدولية، وهي تعي كذلك بأنه لا يمكن مواجهة هذه المخاطر إلا بالتعاون المشترك، وقال: إن دول المجلس أصبحت أكثر من أي وقت مضى متماسكة ومتكاتفة، وهي تتحدث بصوت واحد حول كافة القضايا الإقليمية والدولية.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون: إن السياسات الخارجية لدول مجلس التعاون مبنية على مبدأين مترابطين، المبدأ الأول هو احترام وحدة وسيادة واستقرار الدول المجاورة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، أما المبدأ الثاني فهو الايمان بأن الاستقرار المحلي والإقليمي يقوم على نبذ العنف بكافة أشكاله وتبني الحوار للحيلولة دون حدوث النزاعات.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها معالي الأمين العام في افتتاح المؤتمر الخليجي الاستراتيجي الذي ينظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، والذي بدأ أعماله في مملكة البحرين صباح اليوم 29 نوفمبر2013م، في فندق السوفتيل.
وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون بمساعي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين لتحقيق تطلعات شعب المملكة، وتحقيق استقرار طويل الأمد في البحرين من خلال تشكيل اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وقبول توصيات اللجنة ، وإصدار أوامره بتنفيذها، ودعوة جلالته لحوار التوافق الوطني بين كافة مكونات المجتمع البحريني.
ونوه الدكتور عبداللطيف الزياني بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، بإقامة مركز دولي دائم للحوار الحضاري في العاصمة النمساوية فيينا، ومبادرة الإمارات العربية المتحدة لإنشاء مركز (هداية) لمكافحة التطرف العنيف الذي اقترحته في إطار الأمم المتحدة.
وأشار الأمين العام لمجلس التعاون إلى الأزمات السياسية التي شهدتها عدد من الدول العربية. وقال: إن دول المجلس دعت بكل وضوح وبأعلى صوتها إلى نبذ العنف، وتجنب إراقة الدماء ونشر الفوضى والاضطراب، وهي لا تزال تطالب المجتمع الدولي برفع الظلم عن الشعب السوري الشقيق، وحمايته من آلة القتل المرعبة التي يستخدمها النظام السوري وأعوانه، من قوى وأحزاب طائفية، ضد المدنيين العزل، حتى إنه لم يتورع عن استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة ضد أبناء شعبه دون وازع من ضمير ،أو احترام للقوانين الدولية.
وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون بموقف المملكة العربية السعودية تجاه ما يجري في سوريا، ووصفه بأنه موقف حازم ومشرف عندما اعتذرت عن قبول عضويتها في مجلس الأمن الدولي احتجاجا على صمت المجتمع الدولي، ممثلا في مجلس الأمن ، تجاه ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من انتهاك صارخ لكافة حقوقه الإنسانية التي كفلتها له القوانين والمواثيق الدولية.
وحول الأوضاع في الجمهورية اليمنية أكد الأمين العام لمجلس التعاون أن الوساطة الخليجية كان لها دور حاسم في إطفاء نار الفتنة في اليمن من خلال المبادرة الخليجية التي كانت بمثابة طوق نجاة حال دون دخول اليمن في حرب أهلية، وفتح الأبواب للحل السياسي الذي مهد الطريق لنقل السلطة وبدء مؤتمر حوار وطني شامل.
وقال: إن دول مجلس التعاون تبذل جهوداً لتنويع اقتصاداتها للانتقال من اقتصادات مستهلكة للموارد إلى اقتصادات قائمة على المعرفة، وأنها تشجع روح الابتكار الاقتصادي والاستثمار الداخلي، وتسهيل تدفق العمالة الوطنية، وتكامل الخدمات الجمركية ، إضافة إلى إجراء حوارات مع دول الاقتصادات الناشئة.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون أن دول المجلس تدرك المخاطر والتهديدات التي يمكن أن تزعزع الاستقرار فيها، وهي تؤمن بأن أي هجوم أو تهديد على أية دولة من الدول الأعضاء يعتبر هجوماً على الجميع. وأن حماية أمن دول المجلس تبدأ من الحدود الخليجية بدلاً من الحدود الوطنية لكل دولة، مشيراً إلى أن دول المجلس تبذل جهوداً لمكافحة الجريمة المنظمة والحركات الارهابية وهجمات الفضاء الإلكتروني وغسيل الأموال وغيرها من الجرائم المالية الدولية الخطيرة بكافة أشكالها، مضيفاً أن دول المجلس تدرس مشروعاً لإنشاء شرطة خليجية على نمط الشرطة الأوروبية.
وشدد الدكتور عبداللطيف الزياني على أهمية أن يشعر مواطنو دول المجلس بالترابط الوثيق فيما بينهم من خلال سياسات مجلس التعاون الحالية والمستقبلية، والمكاسب التي تحققت ممثلة في السوق الخليجية المشتركة، والاتحاد الجمركي، والمواطنة الاقتصادية التي أتاحت لمواطني دول المجلس حرية التنقل والعمل والاقامة والتملك في أية دولة من دول المجلس.