ودَّعت أم محمد بن علي الخشيبان الدنيا بعد أن عانت من الأمراض كثيراً، وتنقلت بين أسرة المستشفيات بشكل جعلها تعاني الألم مرات كثيرة، ودَّعت أم محمد هذه الحياة بعد أن خلفت جيلاً من الأبناء الصالحين الذين أقبلوا على الحياة بكل التفاؤل والأمل، وقد تعاهدوا على أن يكونوا جيلاً نافعاً يدعو الباري جلت قدرته لفقيدتهم أن يرحمها ويكفّر عنها الذنوب والسيئات..
لقد كان مشهد تشييع جنازتها كبيراً ومؤثراً مما يعني أن هذه الفقيدة - رحمها الله - محبوبة من أهلها وجيرانها ومعارفها، وأن سجلها الحافل يختزل الحب الكبير والتقدير العظيم لهذه السيدة الفاضلة، أم محمد الخشيبان من أسرة عريقة معروفة بالطيب والكرم، إنها أسرة الرشيد ومن يعرف أشقاءها إبراهيم وعبد العزيز ورشيد وحمد يدرك عراقة الأسرة ومكانتها الكبيرة ولم تخرج الفقيدة - رحمها الله - عن منهج هذه الأسرة المباركة، ومن يعرف ابنها محمد بأخلاقه الرفيعة يعرف أن هذه الفقيدة - غفر الله لها - كانت تتمتع بالطيبة والخصال الحميدة، رحلت أم محمد الخشيبان، رحمها الله وأكرم مثواها عن الدنيا بعد أن أدت دورها الاجتماعي في تربية جيل نافع ومفيد، رحلت أم محمد تاركة خلفها أحبة نذروا أنفسهم للدعاء لها والبر بها من خلال أعمال الخير التي ستكون لها الصدقة الجارية بما فيها من الأجر والمثوبة.
أيتها الفقيدة النقية: تودّعك قلوب المحبين، وتبكي على رحيلك نفوس غالية أحبت فيك الطهر والنقاء، وتحزن عليك تلك الجموع التي امتلأت بها جنبات المقبرة الكبيرة في عنيزة، يغالبهم حزن الفراق وألم الرحيل، لكن العزاء أنك الأم الرؤوم التي أعطت بنقاء سريرتها وإخلاص المخلصين لدينها ومجتمعها.
أيتها الفقيدة الطاهرة: نرفع جميعاً أكف الضراعة للباري جلت قدرته أن تكوني - إن شاء لله - من أهل الجنة أولئك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
اللهم ارحم الفقيدة بواسع رحمتك ونقّها من الذنوب والخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس واجعل ما أصابها من الآلام والأسقام تكفيراً للسيئات والذنوب، وجمِّل أبناءها وأشقاءها وأسرتها وذويها بالصبر والسلوان.. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ