الحادث الأليم والمؤلم كثيراً لأسرة الدحيم الكريمة وللوطن بأسره.. هذا الحادث ذهب ضحيته خمسة أفراد وهم الشاب عبد الملك وأخواته الأربع عبير وندى ونهى وحصة... لم تكن حادثة مرورية عادية.. بل حادثة ناتجة عن عمل شاب متهور يقود سيارته بسرعة جنونية ما بين 180 - 200 كليو متر في الساعة (حسب إفادة قريب أسرة الدحيم - عبد الرحمن الماجد المنشورة في جريدة عكاظ في عددها رقم 17222 الصادر يوم الاثنين الموافق 16-12-1434هـ)... وفضلاً عن السرعة الجنونية التي كان يقود بها السائق لسيارته.. فإنه كان (مخموراً) وفاقداً لشعوره..
إنها جريمة أن يقود السائق سيارته وهو مخمور إلى جانب السرعة وقتل النفوس البريئة.. لماذا تحدث هذه التصرفات الرعناء؟ وهل يعتقد أولئك أن القتل شجاعة وشطارة يتباهون به بين أقرانهم من السفهاء والمنحرفين؟ أم أنه بسبب التساهل في عقاب مرتكبي هذه الحوادث يشجعهم على أفعالهم وعدم احترامهم للآخرين واحترام حرماتهم وكرامتهم.
لكن الذي أود أن أقوله في هذه المناسبة المؤلمة والحزينة.. يجب أن تشدد العقوبة على مرتكبي هذه الأفعال.. ويجب أن ينظر إليها من منظار العدل والإنصاف على أنها جرائم قتل وليست حوادث مرورية معتادة.. لأن حوادث المرور تحدث بين أناس أسوياء غير مخمورين.. وعلى الجهات المختصة ولا سيما وزارة الداخلية ممثلة في الأمن العام والمرور... بأن يعدلوا بعض فقرات نظام المرور.. ويضعوا إجراءات رادعة لمن يقود سيارته وهو في حالة لا شعورية.. أو يتجاوز السرعة المقررة.
ونحن إن لمن نتدارك الأمور ونعيد النظر في نظام المرور والعقوبات المترتبة على المخالفين للنظام.. فإننا سنفاجأ في كل يوم بحوادث مميتة وشنيعة.
وأمامي الآن الصفحة الأخيرة من جريدة الجزيرة الصادرة في عددها رقم 14998 الصادر يوم الاثنين 16 - 12 - 1434هـ خبراً آخر محزن يتضمن وفاة خمسة أشخاص من عائلة واحدة وإصابة ثمانية آخرين في حادث مروري مع مساء يوم الأحد 15 - 12 - 1434هـ على طريق الجنوب بين مركز الدلم ومحافظة بني تميم بجوار مزرعة ألبان الجزيرة... وغير ذلك كثير من الحوادث المميتة بسبب التجاوزات والسرعة الجنونية.. وأحياناً بأسباب القيادة في حالة سكر ونحوها....
إن الألم يعصر قلوبنا ونترحم على الأسر التي فقدت أبناءها في الحادثتين المنوه عنهما آنفاً.. وكذا بقية الحوادث التي وقعت وحفظت في صفحات التقارير المرورية بعيدة عن الصحافة وعن الأضواء.
وفي الختام نبتهل إلى الله العلي القدير أن يغفر للمتوفين من تلك الأسر.. وأن يرزق أهليهم ومحبيهم الصبر والسلوان.. ولا نقول إلا كما يقول الصابرون.. عظم الله أجركم في مصابكم.. وجبر كسركم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل.