ليس هناك ملجأ عالمي لوقف الحرب سوى مجلس الأمن، وليس هناك اجتماع عالمي بيده الحل والربط في القضايا الأمنية الخطيرة في العالم، سوى مجلس الأمن، لكن حينما يعجز هذا المجلس عن القيام بدوره تمامًا، في هذه اللحظة يفقد مجلس الأمن دوره، وفي الوقت الذي تسعى فيه بلدان العالم إلى الحصول على مقعد في مجلس الأمن، جاء رفض المملكة العربية السعودية المفاجئ لكثير من الدول، كموقف شجاع، من المستحيل تجاهله عالميًا، وهو الموقف الذي أشادت به كل بلدان العالم، كانت مبررات المملكة في رفضها هو عجز المجلس عن حل القضايا الأمنية العالقة في العالم، وكان أخطرها الموقف السوري الأخير، وقبلها القضية الفلسطينية العالقة منذ عقود في ظل صمت العالم.
ولم يكن من تأييد عالمي لهذا الموقف، مثل تصريح رئيس الدائرة السياسية في الأمم المتحدة جيفري فيلتمان إن «السعودية ستبقى شريكًا أساسيًا للأمم المتحدة بغض النظر عن الدور الذي تختاره داخل نظام الأمم المتحدة»، ومع وصفه قرار المملكة رفض قبول مقعد مجلس الأمن بأنه «قرار سيادي» أبدى «تفهم إحباط السعودية، وجميعنا محبط أيضًا، بسبب عدم تمكننا من إيجاد الوسيلة الصحيحة والإجماع السياسي لفرض وقف القتال في سورية».
ومثل القرار مفاجأة من العيار الثقيل للجميع، وما بين مؤيد ومعارض لهذا القرار، تبقى المملكة العربية السعودية محتفظة بتفردها في اتخاذ القرار، ولم يحدث أن اختيرت دولة لشغل مقعد في المجلس ولم تقبله، وكان من المفترض أن تشغل السعودية المقعد، ولم تقبله، لمدة عامين، وطالبت السعودية بإجراء إصلاحات في المجلس.
وأيدت الجامعة العربية قرار المملكة، حين قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية «من حق الرياض الاعتراض على إدارة مجلس الأمن الدولي الذي أضاف أنه يجب أن يعيد النظر في حق النقض «الفيتو» الذي تتمتع به الدول الخمس دائمة العضوية.
وكذلك أيدت الكويت والجزائر، وعدد من البلدان العربية أيضاً قرار المملكة واصفة إياه بالشجاع، وسيعود المجلس إلى المجموعة العربية داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة لاختيار مرشح جديد للانضمام إلى المجلس على أن تتم الموافقة عليه عبر تصويت لكامل أعضاء الجمعية العامة.