الفكرة دائمًا من تفرض نفسها على واقع الحال، ولكن الرجال هم من يؤطرون ويشكِّلون هذه الفكرة لتخدم الوطن وتكون رافدًا أساسيًّا لأمنه وسلامته وازدهاره، بكلِّ توصيف بسيط هذه هو الحرس الوطني السعودي، فهو مؤسسة عسكرية تسهم بدورها في حماية أمن الوطن، كلما احتاج الوطن ذلك، ولكن الحرس الوطني في وزارته اليوم وبقيادة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله القائد والمتخرج من مدرسة الاب للحرس أبومتعب -حفظهما الله وأدام عزهما- جعل من الحرس الوطني مدرسة وطنيَّة تسهم في بناء المستقبل السعودي المشرق بإذن الله عزَّ وجلَّ.
من متابعة أنشطة الحرس الوطني نجد هذه المؤسسة العسكرية تجسِّد على أرض الواقع ليس فقط الروح والانضباط العسكري بالجندية المعهودة، بل هي أيْضًا تسهم في كافة أنشطة وفعاليات الوطن من مناسبات وطنيَّة ومهرجانات ثقافية وتعزيز التفاعل الشعبي وتوفير المساحات الأمثل التي تقدم لشعب المملكة كل سبل الراحل والطمأنينة، هذه الوزارة الحديثة في تسميتها العتيدة في إنجازتها هي مدرسة تخرج الرجال الذين يبنون الوطن، وتساعد كل ساعد سعودي يبني ويزرع لتقطف أجيال المستقبل الخير بإذن الله تعالى.
لست بمعرض تعداد المساهمات والإنجازات التي تنبثق عن وزارة الحرس الوطني فهي كفيلة بأن تتحدث عن نفسها بنفسها واضحة وضوح الشمس في كبد السَّماء، لكن أودُّ في كليمات بسيطة أن نسلّط الضوء على هذه المؤسسة كصورة مشرقة للواقع السعودي الحقيقي نقدمه للعالم كما يقدم نفسه للداخل السعودي، الجندية شرف وإخلاص وفداء، لكنها في الحرس الوطني يضاف معها أيْضًا البناء والتطوير، فهم قبل أن يكونوا جنودًا هم أيْضًا أبناء الوطن، لكنها الجندية بشرف خدمتها بمعية سيدي متعب -حفظه الله- التي تفرض هيبتها ووقارها على القلوب كما تفرض إنجازتها على العقول.
علينا أن نبدأ بتأسيس الموروث الخاص بمدرسة الحرس الوطني وتقديمه للعالم كلّّه كأنموذج يحتذى وفكر به يقتدى، هؤلاء النخبة من أبناء الوطن الذي أقل ما يقدموه لوطنهم وأمتهم دماؤهم وأرواحهم، وكل ما عدا ذلك يهون ويرخص، لكن مدرسة الحرس الوطني تبني العقول وتؤهل المسارات الفكرية ليكون جنود الحرس الوطني ليس فقط حرسًا للوطن بل أيْضًا مشاعل نور وعلم وثقافة.