باتصال كريم من سعادة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي تشرّفت بمرافقة سعادته وإخوة كرام من وجوه المجتمع الثقافي والاجتماعي إلى مدينة المجمعة، تلك المدينة التي لها من اسمها نصيب وكنا نعرف عنها الشيء الكثير ولكن عندما ذهبنا إليها عرفنا عنها الأكثر فمعلوم أن المجمعة أنتجت رجالاً برزوا في مختلف الميادين، فمنهم رواد التعليم أمثال المربين الشيخ صالح بن ناصر بن صالح وأخويه عبدالمحسن وعثمان والذي خلّد ذكره تلاميذه في عنيزة بإنشاء مركز باسم مركز صالح بن صالح تُقام فيه جميع الفعاليات الأدبية والثقافية.
ومن رجال القضاء آل الحقيل ومنهم الشيخ عثمان والشيخ حمد عليهما رحمة الله. ومن رجال الدولة الذين ما زالت ذكراهم عطرة عند وطنهم ومواطنيهم ودولتهم أمثال الشيخ حمد التويجري مدير المال بالمجمعة ثم القصيم وذكره عطر في كلتا المدينتين وأخيه معالي الشيخ عبدالعزيز عبدالمحسن التويجري رجل الدولة المعروف بآرائه السديدة وتواضعه الجم وثقافته وعلمه ومجالسه الأدبية والاجتماعية التي لا تُنسى، ثم ذلك الرجل الذي لا يرد اسمه في أي مجال إلا ويثنى عليه وهو الشيخ محمد العثمان الرشيد صاحب القلب الكبير أمد الله في عمره. وقد برز من شبابها من نهلوا من العلم إلى أعلى مراتبه أمثال الدكتور محمد بن أحمد الرشيد الذي تولى مراكز قيادية في جامعة الملك سعود ثم في مكتب التربية لدول الخليج العربي ثم وزيراً للتربية والتعليم فترة من الزمن، وأخوه المبتسم دائماً والعالم حقاً الدكتور عبدالله بن أحمد الرشيد وغيرهم وغيرهم إلا أن ما عرفناه في زيارة يوم الأحد الموافق 23-11-1434هـ في مدة لا تتجاوز ثلثي اليوم أي في حدود ست عشرة ساعة إن لم تكن أقل شيء عجيب يستحق الإشادة.
ففي الدعوة الكريمة التي أقامها سعادة السفير أحمد اليحيى للمجموعة قابلنا الكثير من الرجال الأفاضل من أبناء المجمعة الذين يتسابقون ويلحون على إكرام إخوانهم القادمين ولم يفلتوا منهم إلا بموعد مؤرَّخ وثابت في زيارة أخرى، والأستاذ أحمد اليحيى من رجال الدولة الذين عملوا في مواقع قيادية وأبلوا بلاءً حسناً، فقد كان وكيلاً لوزارة العمل ثم سفيراً لبلاده في الكويت وترك آثاراً طيبة في المواقع التي عمل فيها. ومن أبناء المجمعة الذين سعدنا بمرافقتهم الأستاذ الفاضل عبدالرحمن بن حمد الحقيل الذي عمل لفترة من الزمن أميناً عاماً لدارة الملك عبدالعزيز. وقد كان الغرض الرئيس من الرحلة هو حضور محاضرة للدكتور عبدالرحمن الشبيلي عن رجال حول الملك عبدالعزيز بمناسبة اليوم الوطني أجاد فيها وأفاد في الحديث عن عبقرية الملك عبدالعزيز في اختيار الرجال وفراسته في ذلك.
المهم في الموضوع أننا في هذه الرحلة عرفنا عن المجمعة ما يحتاج إلى وقت طويل لشرحه، فهي مجمعة للفضائل حقاً؛ فهناك أعمال وطنية واجتماعية وتراثية وكلها تطوعية من شباب في مقتبل العمر، ومنها مركز اسمه (سعداء) هدفه الإصلاح بين المتخاصمين وخاصة من العوائل بين الأب وأولاده أو الزوج وزوجته أو الأخ وإخوانه ويحتوي المركز على مجالات كثيرة للتدريب وفيه شباب متحمس للعمل الخيري، وقد وفقوا بمحافظ متعاون هو سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله الفيصل، حيث يحيل القضايا إلى المركز بهدف الإصلاح قبل إحالتها للجهات المختصة الأخرى لإنهائها بالصلح والصلح خير. ثم دخلنا المجمعة القديمة وفيها المساجد القديمة ومقر الإمارة والمهن القديمة كالخرازة والجزارة والدباغة وكذلك ألعاب الأطفال القديمة، ثم دخلنا نموذجاً من البيوت القديمة يحتوي على كل أدوات اللبس والطبخ وكذلك الزينة ولوازم العرس وغيرها، وختمت الجولة بزيارة سمو المحافظ بدعوة كريمة منه، حيث تناول الجميع طعام العشاء ومن ثم العودة إلى الرياض.