أكد عدد من أعضاء مجلس الشورى أن المملكة اتخذت قرارات حاسمة ضد حملة قيادة المرأة للسيارة خوفاً من إثارة الفتنة داخل البلاد. وقالوا في تصريحات لـ «الجزيرة»: إن هذه القرارات تحمي التجاوزات على سلطة وهيبة الدولة خاصة في هذه الأوقات التي يجب أن يتوحد فيها الشعب السعودي خلف قيادته صفاً واحداً.
وقال عضو لجنة الشؤون الإسلامية في مجلس الشورى الشيخ عازب آل مسبل أن الدولة اتخذت قراراً في شأن حملة قيادة المرأة للسيارة في المملكة، وهو قرار حاسم لأنه يحمي من التجاوزات على سلطة وهيبة الدولة، فإذا كل إنسان يرى أن له حقاً وينتزعه بهذه الصفة أصبحت المسألة فوضى وأصبح السلطان لا هيبة له، أيضاً المفروض أن يتقيد بما يصدر من الدولة حفاظاً على سيادتها وهيبتها.
وقال آل مسبل: نحن ندعو الى ترك هذه القضايا التي تثير الفتنة داخل البلد وخاصة في مثل هذه الأوقات التي يجب أن يتوحد الشعب السعودي خلف قيادته صفاً وواحداً وأي أمر مثل هذه الأمور مرفوض بتاتاً ويجب أن يتم حسم هذا الموضوع بقوة.
من جانبه أكد عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل أن مطالبة السماح للمرأة بقيادة السيارة أمر سلبي وغير مقبول، لأننا دولة تمنع التظاهر سواء في هذا الأمر او غيره، ورغبة من الدولة في منع الفوضى وأخذ الأمور بالحكمة والحوار والدراسة المتأنية التي تعود بالخير على هذه البلاد وشعبها.
وقال فاضل: إن غالبية المواطنين والمواطنات في المملكة يرفضون قيادة المرأة للسيارة، ولا نريد كسر القوانين والأنظمة التي تضعها حكومتنا لتحقيق الصالح العام للبلاد، وبالتالي هذه الوسيلة غير مقبولة سواء من أجل القيادة او غيرها.
ويرى فاضل السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة وفق شروط معينة تتعلق بالمرأة نفسها، وأخرى موضوعية يجب التمهيد لها، ويجب عمل الاحتياطات اللازمة لتمكين المرأة من التمتع بهذا الحق بشكل إيجابي كتوفير إسعاف سريع للسيارات التي تتعطل ويقدنها النساء، ووضع ورش خاصة لصيانة هذه السيارات وغيرها، مشيراً أن نبدأ في هذه القضية وحلها بالتدرج على مراحل، فمثلاً الثلاث السنوات الأولى يسمح للمرأة السعودية بقيادة السيارة إذا كان سنها 30 سنة فأكثر وأن تقود داخل المدينة من الساعة السابعة صباحاً الى الساعة العاشرة مساءً، وهي شروط ليست نهائية، ثم نقوم بمراجعة ما حصل ونحاول أن نوسع من هذه الحرية او هذا الحق ونعدل ما يجب تعديله من نظم ولوائح وترتيبات، فهذا الأمر حق للنساء السعوديات، ومن شاءت فلتقد ومن لم تشأ فهذا الأمر ليس إجباراً، فهناك نساء يحتجن الى قيادة السيارات ليقمن بأعمالهن خاصة في ظل عدم وجود مواصلات عامة مناسبة تغطي كافة أرجاء مدننا الرئيسة وغيرها.
وكان سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء قد اعتبر المظاهرات والمسيرات التي يطالب بها بعض المغرضين أنها دعوات ضالة وشعارات باطلة تثير الفوضى والفتن في المجتمع. وقال إن تلك المظاهرات والمسيرات لا تعود بالخير والصلاح على المجتمع. داعياً عدم الانسياق والانخداع خلف من يروج لمثل تلك الدعوات وإشغال أفراد المجتمع بما لا خير فيه، لافتاً الى أن أعداء الإسلام يسعون الى تحقيق أهدافهم ومصالحهم الذاتية وإشغال الشعوب عن قضاياهم. وحذر المفتي من مواقع إعلامية وقنوات فضائية تدعو للرذيلة وتعرض المجون والشرور وتتسبب في انحراف شبابنا وفتياتنا عن الطريق السوي. وقال: على الوالدين مسؤولية كبيرة في حماية أولادهم من تلك الوسائل الإعلامية السيئة وحضهم على الآداب الإسلامية والقيم والفضائل والمحافظة على أداء العبادات والفرائض، وتحذيرهم من الدنايا والرذائل، وتوعيتهم من أسباب ومواقع السوء. مطالباً بأن يكونوا قدوة صالحة لأبنائهم.