اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس... وأمطر على قبره من سحائب رحمتك... واجعل قبره روضة من رياض الجنة.
غادر دنيانا الفانية أخي أحمد بن عبدالرحمن البسام، بعد أن قضى عشرين عاماً من شبابه يصارع المرض بإيمان خالص راضيا بما كتبه الله له... لقد رحل أخي الحبيب من هذه الدنيا بعد مرض عانى منه ما عانى من التعب والإرهاق محتسباً الأجر من الله...... فليس لأي مخلوق يعيش على هذه الأرض إلا وسيأتي يومه الموعود وأجله المحدود الذي لا يستبعد عنه ولا يتأخر تحقيقا للأمر الإلهي {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} سورة الرحمن.
أخي لئن فارقت أحبابك وحزن عليك صحبتك وأصدقاؤك، حيث فارقت هذه الدنيا بزهرة شبابك لتلقى ربا رحيماً بالعباد.
كانت الصدمة يا أخي كبيرة على أسرتك وأصدقائك، إلا أن العزاء العظيم في سيرتك الحسنة, وبرّك بوالديك رغم ما تعانيه من مرض إلا أنك كنت تحرص دائما على تفقدهما قبل نومك وحرصك الدائم للجلوس معهما والتحدث إليهما خوفا، منك بأن يشعروا بالوحدة والملل ونحن على رسلك ونهجك سائرون.
أخي فقدناك في عيد الأضحى المبارك، ولكن قلبك مازال ينبض بيننا، وابتسامتك وحنينك وعطفك ولئن فارقتنا بالجسد.
نعم.... كل نفس ذائقة الموت وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور... ولهذا فمهما بلغ الإنسان من عمر مديد ومال وفير... وصحة ونشاط فلابد له من الانتقال من دار الفناء إلى دار البقاء مخلفاً وراءه كل ملذات الحياة من رغد في العيش والاستئناس بالأهل والأولاد والاصحاب.... وهذه سنة الله في خلقه.
اللهم ارفع ذكر أخي أحمد ومقامه عندك واجعله مع (النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا).
اللهم اجعل ما أصابه من مرض, وما عاركه من نصب وما ختم به محياه من ابتلاء.... له تمحيصا عن السيئات، ورفعا للدرجات.
اللهم يمّن كتابه, وهوّن حسابه وخفف ألم فراقه على أحبابه واجمعنا به في جنات الفردوس.