سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تحية طيبة وبعد:
بعد الاطلاع على ما نشرته جريدة الجزيرة في ستة أجزاء عن الوجيه الشيخ حمد التويجري بعنوان (رجل في موكب المؤسس: رسائل من الملك عبدالعزيز للشيخ حمد التويجري) أرفق لسعادتكم مقالة عن الوجيه الكبير الشيخ حمد التويجري طيب الله ثراه بعنوان (من رجالات الدولة).
بيت المال له أهميته عند الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس وموحد الدولة السعودية الحاضرة عليه رحمة الله، وهو من أوائل الإدارات الحكومية التي قامت بقيام الدولة. وكان الملك عبدالعزيز يختار له الرجال الصلحاء والأمناء ممن لديه بعض علم ودراية بتصريف الأمور.
بيت المال في بريدة - قاعدة القصيم - قائم منذ البدايات. كان المسؤول عنه رجل كريم فاضل من آل جربوع، العائلة المعروفة في بريدة. ثم أسند إلى رجل من آل مرشد جاء من الرياض. في أوائل الخمسينيات الهجرية - على ما أعتقد - ثم ندب جلالة الملك عبدالعزيز غفر الله الشيخ حمد بن عبدالمحسن التويجري منقولاً من بيت المال في المجمعة إلى بيت المال في بريدة، وظل رحمه الله قائماً عليه حتى تقاعده بعد التمديد له سنوات. عرفت الشيخ حمد بما أسمع عنه في البلد (راعي بيت المال) كما هو مشهور عند الناس. وكان من اللقاء الأول والاتصال البكرية. حينما أسندت مديرية المعارف العامة إليه رئاسة لجنة امتحان الشهادة الابتدائي الدفعة الأولى من مدرسة بريدة السعودية عام 1367هـ، وكنت ضمن الطلبة المتقدمين للامتحانات. ولم يكن اختياره إلا عن معرفة بمقامه الرسمي والشخصي لأنه يشغل المنصب الثالث بعد القاضي والأمير لمنطقة القصيم. ولأنه من أبرز الشخصيات في ذلك الوقت. وقد اختار هو معه من موظفي المالية الأساتذة: صالح بن إبراهيم التويجري وعبدالمحسن بن محمد السيف رحمهما الله، وهما الموظفان الرئيسيان في المالية. وكذلك حمد بن عبدالله الضبيب وفقه الله. وكان يقرأ علينا الأسئلة فسارت اللجنة هادئة أزالت عنا حجب الخوف من امتحان يجرى لأول مرة بلجنة من خارج المدرسة ومن رجال معروفين. في اليوم الأول من الامتحانات بادر الشيخ حمد رحمه الله إلى دعوة الجميع، مدير المدرسة الأستاذ صالح بن سليمان العمري رحمه الله ومدرسي المدرسة وأعضاء اللجنة والطلبة المؤدين للامتحان وعددنا سبعة، دعانا إلى وجبة غداء في بيته. فأعطتنا نحن الطلبة مزيدا من الاطمئنان والثقة باللجنة رئيسا وأعضاء. ثم توالى أعضاء اللجنة ومدير المدرسة في الدعوة إلى الغداء يوميا بعد انتهاء فترة الامتحان أحسن الله إلى الجميع. بعد ذلك توثقت صلتي في الشيخ حمد عن طريق الصديق الصدوق الشيخ صالح بن إبراهيم التويجري رحمهما الله، فكنا نجلس معه ونستفيد من أفكاره الهادئة الرزينة.
كان للشيخ حمد حضوره في المجتمع والتقدير بين الناس. وكان يستفاد من رأيه في بعض الأمور.
وكما عرفت عنه فقد كان على صلة وثيقة بالملك عبدالعزيز ومن بعده أولاده الذين تولوا الحكم رحم الله الجميع. كان يؤخذ رأيه ويكتب لهم فيما يرى به النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
عرفناه نحن بقلب التصق به فكان يسمى من الموظفين والآخرين ومن رجال الدولة (العم حمد).
كنا مجموعة من الشباب منهم صالح بن إبراهيم التويجري وعلي بن عبدالعزيز السويد رحمهما الله، نحرص على متابعة إقرار بعض المشاريع لمدينة بريدة. فنتصل بأولي الأمر الذين أبوابهم مفتوحة بالوزارات والإدارات الحكومية. وكان رحمه الله من المشجعين لنا. وحينما انتقل زميلنا الشيخ علي بن عبدالعزيز السويد إلى رحمة الله في وقت وسن مبكر عام 1399هـ أرسل لنا خطابا بخط يده يعزينا ويواسينا في فقده كان لذلك الخطاب أثره فينا.
تلك بعض من سيرة رجل عامل مخلص أرى في تسجيل سيرته وفاء ودروس وتنويه بالرجال الأوفياء تغمده الله بواسع رحمته. وجعل في خلفه الخير.