سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الغراء -سلمه الله-..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قرأت في عدد صحيفة الجزيرة رقم 14997 وتاريخ الأحد 20 أكتوبر 2013م وبالتحديد في صفحة 39 زاوية الأستاذ محمد عبداللطيف آل الشيخ (شيء من)، عتاباً من الأستاذ محمد موجهاً للدكتور عبدالرحمن الشبيلي بعد قراءة الأول لقاء أجرته مجلة مجلس الشورى مع الثاني، حول تجربته في التلفزيون السعودي، وملخص العتب أن الدكتور عبدالرحمن الشبيلي وهو شاهد على العصر أشار في لقائه الصحفي إلى أن الشيخ جميل الحجيلان باعتباره المؤسس الحقيقي للتلفزيون السعودي، وأنه بهذه الإشارة أغفل وبصورة مطلقة جهود الأستاذ سليمان الصالح أول مدير عام لتلفزيون الرياض، وقال الأستاذ محمد إنه لابد من تكريم أولئك الرواد جميعاً، واعتبار ذلك ضرباً من ضروب الوفاء.
وفي الزاوية نفسها وفي العدد نفسه أشار الأستاذ محمد آل الشيخ إلى أن إنشاء التلفزيون كان إحدى الخطوات المفصلية في تاريخ مسيرتنا التنموية، وأن الفضل يرجع بعد الله لشجاعة الملك فيصل رحمه الله.. إلى آخر المقال.
وكان بودي أن يأخذ الأستاذ محمد آل الشيخ نفس طريق ارجاع الفضل لأهله، والوفاء والشكر للرواد في المجال الذي دار الحديث عنه، لهذا أود أن أذكر أخي الأستاذ محمد بأن بياناً وزارياً صدر بعد ترأس الملك سعود -رحمه الله- لاحدى جلسات مجلس الوزراء في 2-6-1382هـ عن عزم الحكومة السعودية على ادخال البث التلفزيوني للبلاد، بعد ذلك البيان تم انشاء مقر التلفزيون الحالي ومحطات البث والاستوديوهات وتجهيز الفنيين، والدليل الاضافي على ما نقول أن تولي الملك فيصل -رحمه الله- الحكم كان في تاريخ 2 نوفمبر عام 1964م، والبث التلفزيوني الأول كان في 7 يوليو عام 1965م، أي بعد ثمانية أشهر من تولي الملك فيصل الحكم، هذه المدة لا يمكن على الاطلاق أن تكفي لتجهيز المحطة لا فنياً ولا إدارياً ولا حتى للأعمال اللوجستية، خاصة أن مداخيل الدولة آنذاك لا تقارن بالوقت الحاضر، لهذا فإن تلك الخطوة التنموية الجبارة في ذاك الوقت كانت من أفكار وجهد الملك سعود وعضده الملك فيصل -رحمهما الله- ويمكن أن ذاكرة الأستاذ محمد التاريخية قد أغفلت بدون قصد رائد الحدث الأول التنموي الكبير الملك سعود -رحمه الله- خاصة وأنه طالب بتذكير الجميع الذين ساهموا في تأسيس ما أسماها (الدولة المدنية) في بلادنا وتسجيل تجاربهم التأسيسية.
رحم الله روادنا الأوائل وأطال الله في عمر الأحياء وأبقى لنا ذاكرتنا التاريخية نشطة لا تميل مع الهوى.
تحياتي لسعادتكم وللأخ محمد آل الشيخ.