غادر مدير عام نادي الشباب محمد الدوسري إلى اليابان في مهمة رسمية من أجل التعرف على أبرز الخطط الاحترافية التطويرية للرياضة هناك وعلى وجه التحديد كرة القدم وكذلك كيفية إدارة الأندية على جميع الأصعدة.
وقد تعرف الدوسري خلال مهمته على وصفة النجاح التي جعلت اليابان أبرز مثال يحتذى به في تطور الرياضة، وكان ذلك خلال أربعة أيام، وكانت أولى المهمات (في اليوم الأول) القيام بزيارة لاتحاد الكرة الياباني والاجتماع بالمسؤولين هناك لمدة ثلاث ساعات، حيث تم مناقشة النظام الأساسي بالاتحاد وعمل اللجان وآلية تطوير كرة القدم على مستوى اليابان خلال الوقت القصير الذي وصل باليابان إلى تقديم النتائج الكبيرة على المستوى الدولي.
وأيضا على كيفية تطبيق الاحتراف بالأندية ونظام الجمعية العمومية للاتحاد وانتقاء العاملين فيه وماهية المعايير الدقيقة لاختيارهم، وقد تحصل الدوسري على العديد من النسخ الأساسية للنظام وهيكلة العمل الإداري والرقابي بالاتحاد.
أما اليوم الثاني فقد كان مخصصا للاجتماع مع رابطة المحترفين ومناقشتهم في النظام الأساسي للرابطة وآلية العمل بالرابطة وكيفية توزيع حصص الأندية المحترفة من الدعم المادي لكل ناد وفلسفتهم في ذلك، وآلية تسويق منتجات الأندية والرابطة والارتقاء بالعمل الجماعي وطرق اختيار أعضاء الرابطة، وأبرز المعايير الموضوعة لذلك وكيفية توزيع حصص الأرباح لمنتجات الأندية والكثير من الأمور الخاصة بتطوير احتراف كرة القدم باليابان.
وفي اليوم الثالث من رحلته قام الدوسري بزيارة لناديي (إف سي طوكيو وكاشيوا ريسول الياباني) وكلاهما بدوري المحترفين الياباني وتم عقد اجتماع مدته أربع ساعات مقسمة على جانبين، الأول اجتماع بالمسؤولين بالنادي ومناقشتهم على الأنظمة واللوائح الخاصة بالنادي وهيكلة العمل الإداري، وكذلك الجانب الأهم الذي يهم رياضة الوطن في الوقت الراهن وهو التسويق والاستثمار وكيفية تحول النادي من نادي هواة إلى نادي محترفين وآلية العمل وتوفير رأس مال للنادي جعلهم يعتمدون على دخلهم الذاتي ويحققون أرباحا في نهاية السنة المالية بعد الموازنة النهائية, وكذلك آلية وهيكلة العمل بمدارس النادي لكرة القدم، وطرق جذب الجمهور ليصبح إحدى ركائز الدعم للنادي، وكذلك زيارة ميدانية لملاعب التدريب الخاصة بكرة القدم والوقوف على آلية صيانتها وتوزيع حصص التدريب عليها والخدمات والمرافق الأخرى، وكذلك زيارة لطاقم المكاتب الإدارية والتعرف على الأعمال الموكلة بهم.
واليوم الرابع خصصه الدوسري للقيام بمهمة ميدانية، وذلك بحضور مباراة في دوري رابطة المحترفين، تمت دعوته إليها من أجل التعرف على آلية تنظيم المباريات وطرق إدارتها وكيفية تقديم الخدمات الجانبية التي أظهروا براعة في تنفيذها «مثل التسويق لمنتجات النادي قبل وأثناء المباراة وطرق الدخول والخروج للمباراة وانسيابيتها وتقديم الخدمات الأخرى من مأكولات ومشروبات وتهيئة المقاعد لذلك.
هذا وقد خص محمد الدوسري «الجزيرة» بتصريح خاص تحدث في بدايته عن الأسباب التي دعته للقيام بهذه الجولة لليابان.. وقال: زيارتي لليابان كانت بعد دراسة مستوفية مع رئيس النادي خالد البلطان ووقع الاختيار على اليابان لأسباب عدة يأتي أبرزها التطور السريع في رياضتهم، وهذا ما نحتاج إليه في رياضتنا أيضا النجاح الباهر، حيث تعد اليابان أبرز المنتخبات الآسيوية التي لا تكاد تنقطع مشاركتها في (المونديال العالمي كأس العالم) الاختبار الحقيقي لنجاح الرياضة وأيضا من الأسباب كون اليابان من الدول المميزة في التخطيط الإستراتيجي رياضيا، وما غزو اللاعبين اليابانيين للدوريات العالمية خلال الفترة الوجيزة الماضية إلا خير دليل، وقبل كل ذلك هو قوة دافع لدي وهو الحرص لتطوير الذات من أجل تطوير العمل بالأندية، خصوصا نادي الشباب الذي قدم لي الكثير من الدعم وعلى رأسهم رئيسه أخي الأكبر خالد البلطان الذي تعلمت منه تحمل المسؤولية والقدرة على اتخاذ القرارات والثقة بالنفس ولاسيما أنها.
وعن مدى تقييمه الشخصي للزيارة وإمكانية تطبيق ما شاهده على أرض الواقع قريبا قال: بكل وضوح وشفافية زيارتي للاتحاد الياباني لكرة القدم ورابطة المحترفين وبعض أندية الرابطة من الطبيعي أن تزيد من المعرفة والخبرة والتجربة، خصوصا أن الزيارة شملت الجانب النظري «بالاجتماعات» والعملي «بالزيارات الميدانية للأندية وحضور مباراة لدوري المحترفين».
أما عن تطبيقها فأنا لم أذهب لليابان إلا من أجل اختيار ما يمكن تطبيقه في نادي الشباب على وجه الخصوص، وكذلك أخذ صورة عن قرب لرياضة اليابان من أجل طرحها على اتحاد القدم السعودي أو رابطة الأندية خلال اجتماعاتهم بالأندية.
أما على الصعيد الشخصي فأنا -ولله الحمد- راض كل الرضا عن الفائدة التي حصلت عليها لتقديم كل ما لدي لتطوير منظومة احتراف كرة القدم للوطن وعلى وجه التحديد نادي الشباب الذي أمثلة في الوقت الراهن.
وختام الدوسري حديثه بتقديم خالص تحياته وشكره لسعادة سفير خادم الحرمين باليابان الدكتور عبدالعزيز تركستاني الذي كان على اتصال يوميا به للاطمئنان عليه وعلى حرصه الدائم لنجاح مهمته وتحقيق أهداف زيارته لليابان وتقديم جميع التسهيلات.
وكذلك لرئيس النادي خالد البلطان الذي كان حريصا كل الحرص على القيام بهذه المهمة وإنجاحها بكل السبل، ولم ينس أن يشكر اتحاد القدم السعودي الذي قام بتسهيل المخاطبات مع الاتحاد الياباني.