يدل الانضباط في مفهومه اللغوي على الحفظ بالحزم وهو مشتق من لفظ ضبط يضبط ضبطاً, وهو «لزوم الشيء وحبسه» ويقال: فلان لا يضبط عمله إذا عجز عن ولاية ما وليه, ورجل ضابط أي قوي على عمله.
وفي الاصطلاح نجد أن معاني الانضباط تتنوع على حسب المجال والحقل المستخدمة فيه، ففي مجال التربية والتعليم يشار إلى أن الانضباط يشمل المعاني التالية, «المعالجة المناسبة للمتعلم من خلال تطوير القابليات بالتعليم والتدريب والتمرين, والتدريب على السلوك بموجب قواعد معينة, والالتزام بالتعليمات والأنظمة, والإصلاح».
وبينت الإدارة العامة للمعجمات أن الانضباط هو ضبط (الميول) والسلوك إما بإرادة الفرد نفسه أو بتأثير سلطة خارجية.
هذا مفهوم الانضباط حسب ما أجمع عليه الكثيرون, ونحن بدورنا نسأل: هل لجنة الانضباط تستطيع أن تضبط (ميولها وسلوكها)؟!، وإن لم تستطع فهل تستطيع السلطة الخارجية أن تؤثر عليها لكبح جماح ميولها الذي أصبح واضحا وفاضحا من خلال تغريدات بعض مسؤوليها في موقع التواصل الاجتماعي؟!.
الواقع يقول إننا أمام رئيس للجنة الانضباط (متعصب), وسكرتير للجنة (أكثر تعصباً)، وهذا ما دلت عليه تغريداتهما في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر), لدرجة أن سكرتير اللجنة قال في إحدى تغريداته (اقترب النصر وانشق الهلال), وهذا استهزاء لا يليق بالقرآن الكريم، لا ينبغي أن تصل له الجماهير الرياضية مهما بلغ تعصبها لأنديتها فما بالك والكلام يصدر ممن حظي بشرف المسؤولية, وكان لزاماً عليه أن يكون عادلاً مع الجميع وينسى ميوله خلف ظهره!
إن الثقة إذا انعدمت في جهة (ما) فمن الصعب أن تعيدها لها مهما فعلت لأن الثقة هنا أصحت جزءا من الماضي, والمتلقون من المتابعين للشأن الرياضي السعودي انعدمت ثقتهم في لجنة الانضباط بعد أن أرادوا تمرير قرارهم ضد نادي الهلال (بتغريمه مائة ألف ريال ومنع جمهوره من الحضور), بعد أن قالوا بأنهم استندوا على (cd) طُلب من الجهة الناقلة, لكن الجهة الناقلة نفت إرسال أي شيء يتعلق بمباراة الهلال الاتحاد للجنة الانضباط, وهذا الأمر جعل لجنة الانضباط تقع في موقف حرج من جراء «عدم صدقها», وهذا الإجراء الصادر من لجنة الانضباط جعل المتابعين لا يثقون باللجنة ولا بمسؤوليها الذين وحسب أحاديث الجماهير أصبحوا (مجرد مشجعين) دلت عليهم تغريداتهم وعدم صدقهم.