اطلعت على تقرير عن جاهزية الهلال الأحمر في موسم حج هذا العام، في عدد الجزيرة رقم 14991 وتاريخ 9-12-1434هـ، الذي تحدث عن الخدمات الجليلة التي يقدمها الهلال الأحمر السعودي في الحج بتقنية متطورة وخدمات متميزة، وهو جهد يُشكر القائمون عليه. ولكن تبقى الحاجة إلى الهلال الأحمر في عدد من المناطق التي تخلو من هذه الخدمة، مع شدة الحاجة إليها؛ وقد تضرَّر الكثير من عدم توافرها، وربما راح ضحية عدم توافر خدمات الهلال الأحمر الإسعافية عدد من مصابي الحوادث الذين يتم نقلهم بسيارات المواطنين غير المجهزة، بالرغم من أن مصاب الحادث يحتاج إلى عناية في النقل؛ فيتضرر من ذلك، ويتضرر من البقاء طويلاً في انتظار سيارة الإسعاف التي يصعب حضورها سريعاً لبُعد المسافة في بعض المناطق؛ إذ تصل إلى نحو أكثر من 70 كيلومتراً. ورغم سرعة التحرك عند ورود البلاغ إلا أن قلة الفروع وقلة التجهيز للفروع القائمة تحد من إنتاجيتها لخدمة مصابي الحوادث الذين هم بأمسّ الحاجة لمثل هذه الخدمات، في طرق تشهد حوادث متكررة، إما بسبب السرعة، أو سوء هذه الطرق، أو لوجود أعمال بها.
وعلى سبيل المثال، طريق شقراء - القصب حتى مدينة رغبة، الذي يصل إلى محافظة حريملاء، لا يوجد به سوى مركزين، الأول في بدايته بشقراء، والآخر في نهايته بمدينة حريملاء، ويفصل بينهما أكثر من 120 كيلومتراً؛ ما يزيد الحاجة إلى مركز إسعاف في منطقة متوسطة بين هذين المركزين، هي مدينة القصب، التي طالب الأهالي منذ سنوات بافتتاح مركز بها، وقام أحد المواطنين بالتبرع بأرض؛ لتكون مقراً لمركز إسعاف الهلال الأحمر، إضافة إلى استعداد بعض الموسرين بدعم بنائه مادياً إذا احتاج الأمر إلى ذلك رغبة منهم في مساعدة مصابي الحوادث الذين يغرقون في دمائهم في انتظار سيارة الإسعاف التي يطول انتظارها لبعد المسافة. كما أن المشكلة الأخرى هي كثرة المصابين في الحوادث خلال السنوات الماضية، والملاحظ أنها في ازدياد مع عدم تقديم الخدمة إلا لمصاب واحد أو اثنين على الأكثر، مع بقاء الآخرين بين خيارين، إما البقاء لساعات، أو أن ينقلوا في سيارات المواطنين وما بها من مخاطر على صحة المصاب؛ لذا يبقى الأمل بالله ثم بالمسؤولين لافتتاح مركز إسعاف في مدينة القصب، ودعم المراكز الأخرى بسائقين ومسعفين وسيارات؛ لكي يتمكن المركز من إسعاف مصابي الحوادث جميعاً، مهما كان عددهم، بدلاً من نقل البعض وترك الآخرين على رصيف الطريق في انتظار إسعاف آخر من محافظة أخرى، يقطع المسافات الطويلة، لكنه في النهاية يجد المصاب متوفَّى أو نُقل بطريقة غير صحية.