اطلعت على صدر الصفحة الأولى من الجزيرة يوم السبت الموافق الرابع عشر من شهر ذي الحجة العدد 14996، على البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية، حيث قدمت المملكة اعتذارها عن قبول «عضوية مجلس الأمن»، حتى يتم إصلاحه من الداخل، بعد أن أخفق على مدى 65 عاماًَ من بقاء القضية الفلسطينية بدون حل والسماح للنظام السوري «الفاسد» بإحراق شعبه بالكيماوي، وتشريد الملايين منه إلى الدول المجاورة، وفشل المجلس في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، ما جعل المملكة ترفض هذا المقعد «غير الدائم» لمدة عامين قادمين، رغم التصويت لها بها و»أحقيتها» في هذا المقعد من طرف الغالبية العظمى من دول العالم، إلاّ أنّ المملكة وبما تحتله من مكانة بارزة وثقل دولي سياسياً واقتصادياً، رفضت هذا المقعد واعتذرت عنه للاعتبارات آنفة الذِّكر، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أنّ المملكة ترفض أن تنضم لمجلس لم يقدم شيئاً خلال سبعة عقود لقضايا كثيرة تضرّرت منها دول عربية وإسلامية كثيرة، حيث وقف هذا المجلس موقف المتفرّج على عدم حلها والقيام بواجبه تجاهها، ويؤكد أنّ الموقف السعودي لن يتزعزع أو يجامل على حساب الأمة العربية والإسلامية، وما رفضها لهذا «المقعد» إلاّ دليل على نصرتها لقضايا أُمتها العربية والإسلامية التي تجرّعت من هذا المجلس طيلة هذه السنين صنوف الظلم والتجاهل، ويؤكد أنّ المملكة لا ترضى بالظلم والتجاوز على أي دولة عربية أو مسلمة، فكل الشكر للمملكة العربية السعودية قائدة الأمة العربية والإسلامية، على هذا الموقف العظيم الذي علّى عِظم مكانتها بين الدول، وموقفها الشجاع أمام المجلس بدوله الخمس دائمة العضوية، التي من المؤكد أن للمملكة صوتاً قوياً يرفض الظلم والابتزاز والتسويف وتمييع قضايا الأمة.