أشاد الشاعر فاروق جويدة بالرفض السعودي لعضوية مجلس الأمن في هذا التوقيت، وقال:كان اعتذار المملكة العربية السعودية عن عضوية مجلس الأمن قرارا حكيما جاء في وقته وزمانه خاصة في ظروف تعاني منها الدول العربية أزمات كثيرة داخليا وخارجيا، وأضاف فى مقاله أمس بصحيفة الأهرام القاهرة واسعة الانتشار: رفضت المملكة العربية السعودية هدية الغرب لنا وأعلن وزير خارجيتها سعود الفيصل أسباب الاعتذار وكانت جميعها بأسباب مقنعة لأن مجلس الأمن كله بالدائمين فيه وغير الدائمين أصبح مؤسسة لا تحظى بأي قدر من المصداقية والأمانة أمام العالم... جاء الرفض السعودي للقرار موضحا عشرات الخطايا التي ارتكبها مجلس الأمن ابتداء بما جرى للشعب الفلسطيني ووطنه المسلوب وقضيته المؤجلة دائما وانتهاء بأسلحة الدمار الشامل في المنطقة العربية وعدم قدرة مجلس الأمن على اتخاذ قرار حاسم بشأنها.
وشدد جويدة أن الرفض السعودي كان أهم من عضوية مجلس الأمن في هذا التوقيت بالذات لقد أعاد الاعتذار السعودي إلى الذاكرة العربية أوقاتا كثيرة توحدت فيها إرادة هذه الأمة ومن منا ينسى وقفة الراحل الكبير الملك فيصل في حرب أكتوبر وقرار قطع البترول أمام العالم كله في مشهد تاريخي كان من أهم المواقف في حرب أكتوبر المجيدة.. ويضيف جويدة: في تقديري أن المملكة العربية السعودية حققت مكاسب كبيرة بالاعتذار عن هذه العضوية أكبر بكثير من قبولها خاصة أن الاعتذار السعودي كان مبررا أمام العالم كله.. وإذا أدركنا أن إسرائيل كانت تسعى إلى الحصول على هذه العضوية واستخدمت كل الأساليب والضغوط مع أمريكا وغيرها لاتضح لنا أن الاعتذار السعودي كان هو الرد المناسب.
وتابع الشاعر العربي المصري مقاله: لقد جاء الاعتذار السعودي في وقت تتعرض فيه المنطقة العربية كلها إلى مؤامرات تسعى إلى التهميش والتقسيم وربما الإبادة وسوف ينعكس هذا الموقف على صورة العالم العربي وهو يواجه انقسامات حادة تكاد تعصف بمستقبل شعوبه....كانت الدول العربية من أكثر الدول التي أضيرت من قرارات مجلس الأمن خاصة أن الجانب الأمريكي كان دائما يستخدم حق الفيتو في كل ما يخص الشعوب العربية.. حدث هذا مع القضية الفلسطينية عشرات المرات وحدث في أزمات كثيرة واجهها العالم العربي وخسرها بسبب قرارات ظالمة من مجلس الأمن ولهذا جاء الاعتذار السعودي ردا حاسما وهو بلا شك لحظة كرامة ورد اعتبار.