قال معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم إن تحلية المياه هي خيارنا الاستراتيجي الذي يمكن الاعتماد عليه - بعد الله - لمواجهة الطلب المتزايد والمتنامي على الماء.
جاء ذلك عقب افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي لمنظمة التحلية العالمية (IDA World Congress 2013) والمعرض المصاحب، الذي انطلقت فعالياته يوم الاثنين 16 ذي الحجة 1434هـ، الموافق 20 أكتوبر 2013م، بمدينة تيانجين بالصين، بمشاركة العديد من دول العالم.
وبيّن معاليه أن هذا المؤتمر يُعدّ حدثاً مهماً لمناقشة صناعة التحلية، وإعادة استخدامات المياه، والتحديات التي قد تؤثر في قدرة دول العالم على توفير إمدادات كافية وآمنة من المياه، كما يسلّط الضوء على أهمية وإمكانات صناعة تحلية المياه باعتبارها المصدر الموثوق والمستدام لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية من المياه المحلاة. مشيراً إلى أن هناك 150 دولة تستخدم تحلية المياه؛ ما يؤكد الاعتراف العالمي بالتحلية بوصفها مصدراً مهماً للمياه قابلاً للحياة والتجدد.
وأضاف د. آل إبراهيم أن هذا المؤتمر والمعرض المصاحب له هو في الحقيقة منصة رئيسية ومهمة للوزراء والمسؤولين ومتخذي القرار في مجال المياه بشكل عام، أو صناعة تحلية المياه بشكل خاص، كما أنه فرصة للباحثين والمهتمين لتبادل المعلومات وتلاقح الأفكار، كما يتيح الفرصة للمرافق والمؤسسات الأكاديمية والحكومية للاطلاع على كل ما هو جديد.
وأكد معاليه أن اسم المملكة العربية السعودية يحتل مركز الريادة عالمياً في مجال إنتاج المياه المحلاة بنسبة 18 %، ونفخر في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بأننا الرقم واحد والكيان الرئيسي في المملكة في هذا المجال؛ إذ يبلغ عدد محطات المؤسسة 28 محطة موزعة على 17 موقعاً على الساحلين الشرقي والغربي من المملكة، تنتج 3,6 مليون متر مكعب يومياً، أي ما يعادل 60 % من إنتاج المملكة، كما تبلغ الطاقة الإنتاجية للكهرباء في المؤسسة 5000 ميجاوات في الساعة، وهو ما يعادل 9 % من الكهرباء المنتجة في المملكة.
وأضاف الدكتور آل إبراهيم: لم يقتصر دور المؤسسة على إنتاج الماء والكهرباء، بل امتد ليشمل نقل المياه المحلاة إلى الجهات المستفيدة من خلال خطوط الأنابيب بطول إجمالي 5,390 كيلومتراً، وقُطْر 200-2000 ملليمتر، إضافة إلى 46 محطة لضخ المياه، و16 محطة لخلط مياه التحلية بالمياه الجوفية، وأيضاً 224 خزان مياه، سعتها الاستيعابية 11,6 مليون متر مكعب.
وعن جهود المؤسسة في مجال الأبحاث قال معاليه: تسعى المؤسسة جاهدة من خلال معهد أبحاث تحلية المياه المالحة التابع للمؤسسة بالجبيل إلى تطوير تقنيات تحلية المياه المالحة، واكتشاف تقنيات وأساليب جديدة بغرض تقليل تكلفة المنتج والمحافظة على البيئة. منوهاً بما قام به معهد أبحاث تحلية المياه المالحة من إجراء العديد من الأبحاث التطبيقية، التي من أهمها توصل فريق من الباحثين بالمعهد إلى اكتشاف أسلوب جديد لمعالجة ماء البحر باستخدام أغشية الترشيح متناهية الدقة (النانو)، الذي تم بواسطته التغلب على معظم المشاكل التي تواجه طرق التحلية التقليدية؛ وعلى ضوئه حصلت المؤسسة على عدد من براءات الاختراع والجوائز والشهادات التقديرية.
وختم معالي المحافظ تصريحه مؤكداً حرص المؤسسة على توطين صناعة التحلية في المملكة، بوصفها إحدى الغايات الاستراتيجية، مشيراً إلى أن نسبة السعوديين بالمؤسسة تجاوزت 86 % رغم التحديات التي تواجهها المؤسسة في استقطاب الكفاءات النوعية لصناعة التحلية.