تكمن أهمية اللغة العربية في كونها لغة القرآن، واللغة التي نستقي من خلالها تعاليم ديننا وثقافتنا، وأنها ركن من أركان الهوية الاجتماعية. وقد لا يختلف اثنان على الحال التي وصلت إليه لغتنا الفصحى من عزوف عن ممارستها، ولعل أحد أسباب هذا العزوف هو ضعف إتقاننا لها.
خطرت في بالي فكرة إقامة دورات للغة العربية، بحيث يتم من خلالها ممارسة اللغة بالطريقة الصحيحة وعلى أيدي متخصصين. اللغة العربية وإنْ كانت تدرس في المدارس منذ الصغر فتدريسها مقتصر على الجانب النظري فقط، وإن وجد شيء من التطبيق، فلا يعدو كونها محاولات بسيطة على مستوى بسيط. أرى أن تكون هناك دورات مكثفة تتاح لمن أراد الالتحاق بها، سواء ممن هو مختص في هذا المجال أو غيره، فاللغة العربية مهمة لنا جميعاً وفي شتى المجالات، وكل من لديه طرح أو فكر يود أن يعبر عنه، فإنّ ضعف مهارته باللغة العربية سواء نطقاً أو كتابة من شأنه أن يشكّل عائقاً يمنع من الاستفادة من تلك الأطروحات.
لفت انتباهي في أحد المناهج القائمة في تعليم الطب منهج التعلُّم من خلال طرح المشكلة أو المرض ليبحث الطالب عن الحلول، أرى أنّ تطبيق هذا الأمر بتعليمنا بما يخص اللغة العربية أمر مهم بحيث يتم اعتماد وقت مخصّص بين الطلاب ليتم التحدث باللغة العربية فيما بين الطلاب، ويكون دور المعلم حينها تصحيح الخطأ الذي يقع به الطالب بشكل مباشر، وبالتالي ترسّخ المعلومة بشكل أكبر. وقد لا يقتصر ذلك على أبنائنا في المستقبل بل من الممكن أن يشمل كبار السن، وذلك بإقامة معاهد متخصصة بممارسة اللغة العربية تحدثاً وكتابة على غرار تلك الموجودة لتعليم اللغات الأجنبية، فحالنا مع لغتنا الفصحى يكاد يكون كما هو مع اللغات الأجنبية.