المشاعر المقدّسة - محمد العيدروس / عدسة - سليمان وهيب:
قضى حاج إندونيسي سنوات طويلة من عمره، يعكف على تعلُّم اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم في بلاده حتى تمكّن من الإتقان .. رصدته (الجزيرة) وبرفقته عائلته الكاملة التي تجاوزت الـ 20 فرداً في المشاعر المقدّسة.
قلت له: هل هذه أول مرة تؤدي فيها الفريضة!؟
أجاب: نعم.
سألت: ولماذا لم تحج طوال هذه السنوات؟
قال: قررت منذ شبابي أن لا أؤدي الفريضة إلاّ بعد أن أتعلّم اللغة العربية وأحفظ القرآن. كما قررت أن لا أذهب إلى الحج إلاّ برفقة زوجتي وأبنائي وبناتي وأحفادي (معاً).
قلت له: ولكن هذا مكلف ومتعب .. أليس كذلك؟
أجاب مبتسماً:
أليس من الأفضل أن أؤدي الفريضة وأقابل البيت العتيق وأنا حافظ للقرآن وأتقن العربية وبجواري أبنائي وبناتي وأحفادي؟
الحاج الإندونيسي الذي تعلو الابتسامة محيّاه باستمرار لا يقوى على المشي، وإنما يستخدم الكرسي المتحرك ويتولى أبناؤه وبناته المشاركة في دفعه.
الحاج وعائلته يتحركون (جماعة) كفريق واحد في أرجاء المشاعر المقدّسة.
قبيل توديعه أصرّ على أن يلتقط صوراً تذكارية مع الجزيرة ليحكي لأصدقائه في جاكرتا عن لقاء الصحافة السعودية معه.