رغم كسر ساقه، إلا أن إيمانه برسالته، وعشقه لهوايته، وحبه لخدمة ضيوف الرحمن كسرت كل الحواجز التي من الممكن أن تكون عائقاً أمام طموحه وأداء مايرى أنه واجب ديني ووطني على شباب المملكة بالمساهمة في إنجاح موسم الحج وتيسيره على حجاج بيت الله الحرام. حضر الجوال ماجد عبدالله الغامدي من جوالة جامعة الطائف بعكازه إلى معسكرات الخدمة في المشاعر المقدسة منذ وقت مبكر، حاول قادته إقناعه بالراحة، اقتنع بدءاً، وما أن أحس بشيء من التحسن على حالته الصحية، حتى عاد وعدل عن موافقته على الراحة، ليفضي لقادته مرة أخرى برغبته للعمل في إرشاد التائهين. عرض عليه قادته إشراكه في أماكن أخرى لاتحتاج إلى ذلك الجهد الذي سيلحق به من عمليات الإرشاد، فأجابهم «أنتم لا تعرفون سعادتي عندما أرى ابتسامة أرسمها على محيا حاج و حاجة او أسرتهم وذويهم وأنا أعيده إليهم ويتقابلون مرة أخرى». دعوني أسهم في إنجاح أهداف ما ترمي إليه جمعيتي الكشفية وصولاً إلى تحقيق طموحات ولاة أمري -حفظهم الله-. كان هذا آخر ما طلبه، ليجد قادته أنهم أمام شاب يتحدى الصعاب، وكشاف تسري الكشافة في دمه، فكان أن منحوه الفرصة وراقبوه عن بعد فكان على مشعر عرفات يتقد حماساً وعطاءً راسماً أجمل الصور المثالية للشباب السعودي.