على الألإق الشمالي لجدّة كانت تلوح بيوت الرّويس.. تلك التي أوى إليها آباؤنا حيث ألقت بهم أقدارهم.. أكواخ من القش وصندقات من الخشب وبضع بيوت من الطين والحجر.
كلٌ بنى من سعته، أو كلٌ بنى من ضيقه، يتفاوتون في مقدار الفقر الذي يوحد بينهم جميعاً على اختلاف القرى التي حملوا جثامينها معهم حين جفّ الماء وانقطعت فيها سُبل الرزق.
في فناء كل بيت من بيوت الرّويس قبرٌ مضمر يضم رفات قرية ماتت أو جنازة مهيأة لقرية تنتظر الموت.