(1)
سيرةُ
من لم يعش يوماً
وموعدُ
من لا ينتظره أحدٌ
ما قيمتها وقيمته..؟؟
ملأى، هي الصفحات
بأقواسٍ تنغلقُ على فراغ.
(2)
يا دنيا الناس..
يا شوارع المارّة،
وبيوت الساكنين..
خذي مني الصدى،
ومدّي لي الصوت..
كي ألمحَ إرهاصاتِ البَدءِ،
قبل أن أستوعب ذروة المنتهى..
فلقد ضاعتمتونٌ في الهوامش.
(3)
مقدارُ جرحكَ،
مِلءُ هذا الكوبِ؟
لا..
هو يملأ الكوبين.
عيناكَ كوبانِ
فاسكبهما، سيلاً إلى آخر الدربِ
تَصِلْ..
أيها الظامئُ وحدك!
أو انتظر أن تحملك الفقاعاتُ،
إلى حيثُ تروى..
(4)
كل من تسوّل له قصيدتُه
أنه قد أصبح بها شاعراً
وقع في خطأ كبير..
فالشعراء لم يكونوا بقصائدهم
أبداً..
بل كانت قصائدُهم بهم!
ثم كانوا بها يُستعادون.
(5)
أيتها الذكريات..
ماذا تبقّى من تلك الأمانيِّ التي
كانت بعيدة؟
كلها قد اقتربتْ
وتجمّعت فيكِ،
وتوسَّعَتْ..
حتى ضاقَ بها الكونُ
وصرنا نتذكَّر كيف نستقبل الآتي
وكيف نودِّع من لم يأت بعدُ.