المشاعر المقدسة – ياسر الجلاجل / تصوير - حسن الدهيمان:
عبّر عدد من حجاج الولايات المتحدة الأمريكية عن إعجابهم الشديد بالعمل الجبار الذي تقدمه حكومة المملكة العربية السعودية لراحة حجاج بيت الله الحرام، مشيرين إلى أن نظرتهم للمملكة قد اختلفت كثيراً عن الصورة السالبة التي كان يرسمها لهم الإعلام الغربي في مخيلتهم عنها.
وقالوا في حديثهم لـ(الجزيرة) إن مشاعرهم لا توصف وهم يقفون للمرة الأولى أمام الكعبة المشرفة، موضحين إلى أن صورتها في الواقع تختلف كثيراً عن الصورة الذهنية التي كونوها من خلال التلفزيون عنها.
ففي البدء قال روي لي ريتشارد حاج أمريكي قدم من واشطن (مسلم منذ 42 سنة وهي المرة الأولى التي يزور فيها مكة المكرمة): وصلت إلى عمر متقدم ويجب علي أن أحج، لقد أحسست أن علي أن أقوم بهذا الركن في هذا العام لهذا كان علي القدوم إلى مكة, ويواصل: كان شعوري غريباً وشعرت بقشعريرة عندما نظرت إلى الكعبة لأول مرة في حياتي.. كان موقف كله رهبة، بالفعل مكة أفضل مكان في العالم رأيته في حياتي ولم أرَ مثله ثانياً.. هكذا إحساسي.
ويقول روي: كنت أرى الكعبة ومكة المكرمة من خلال البث التلفزيوني لكنها ليست كاملة وهي أجزاء من الحرم والكعبة وحولها، لكنها تختلف كثيراً في الواقع عن مشاهدتها في التلفاز، الناس تصلي في كل مكان في الحرم وفي الساحات والفنادق التي حول الحرم, لقد رأيت تنوعاً في الناس وجنسياتهم وألوانهم، شعور غريب ينتابك.. لقد اختلفت رؤيتي تماماً عندما حججت هذا العام المكان جميل جداً.
وعن رأيه في الخدمات المقدمة للحجاج من الدولة ومن وزارة الداخلية وقطاعاتها يقول روي: أعتقد حتى تستطيع أن تحرك وتنظم خمسة ملايين حاج وتسهل حركتهم بانسيابية هذا معجزة، ليس هناك دولة في العالم تستطيع تنظيم مثل هذا العدد في مكان واحد ووقت واحد، هذا شيء عظيم , حتى لو هناك ملاحظات فهي لا تُذكر أمام هذا العمل الكبير والجبار. وفي ختام حديثه تمنى روي من كل قلبه أن يزور المملكة مرة أخرى ويتجول في أمكان أخرى, وقال: أنا مسلم أمريكي وعليّ مسؤولية أن أنقل ما رأيت في الحج من أشياء عظيمة وجميلة هناك في بلدي، لقد رأيت شيئاً جباراً وعملاً كبيراً هنا.
من جهة ثانية تحدثت الحاجة الأمريكية هذر لين موكات والتي أسلمت منذ 23 عاماً وهي المرة الأولى التي تؤدي ركنها الخامس قائلة: قررت أن أحج بعد أن أنهيت التزاماتي المالية، وأضافت والدموع تنزل من عينها: عندما حطت أقدامي في مكة أحسست بأن قلبي توقف عن العمل خصوصاً عندما رأيت مكة المكرمة، وشعرت أني في المكان الصحيح الذي يجب أن أكون فيه، وتضيف: لقد كنت أشاهد هذه المناظر عبر الشاشة .. أشعر بكثير من الفرح، شعور لا أستطيع أن أصفه خاصة وأنا بين هذا التجمع الكبير للمسلمين من جميع الأعراق وقد جمعتنا المشاعر المقدسة في مكان واحد لنتبادل الأحاديث عن الإسلام في خيمة واحدة مع أخواتي الأخريات من البلدان الأخرى, الخدمات المقدمة هنا كلها ممتازة وجميلة، لقد عملوا وأحسنوا العمل في خدمة ضيوف الرحمن، وكان كل شيء رائعاً.
وأضافت هذر لين موكات: قبل دخولي الإسلام قبل 23 سنة كانت نظرتي سلبية عنه، لكن بعد أن أسلمت تغيرت بشكل نهائي ورأيت فيه كل شيء جميل، فهو أفضل دين على وجه العالم ونحن كنا نعتقد قبل الإسلام أن السعودية مكان للأغنياء فقط بسبب الإعلام الغربي، لكن عندما زرتها ودخلت الإسلام تغيرت نظرتي لها, ونحن الآن نعمل على هذا الأمر في بلدي لتغيير النظرة غير الصحيحة عن الإسلام في بلدي من خلال الفيس بوك والحديث مع الآخرين إضافة للجهود الجماعية نقدمها لغير المسلمين في بلدي ونناقشها مع أصدقائنا غير المسلمين عن الإسلام وتغيير نظرتهم التي صنعها الإعلام الغربي عنه، وتنويرهم بأنه دين السلام وليس دين أرهاب كما يقوله الإعلام الغربي, وفي النهاية أشكر الجميع على هذه الجهود الجبارة لخدمة الحجاج.