هُنَاكَ في آخِر الصَّفِّ
وجْهٌ تُمَزِّقُهُ التَّجَاعيدْ
تُمَازحُهُ الحَيَاةُ
وتَنْشُدُ بَعْضَ المَواعِيدْ
هُنَاكَ أغْنِيَةْ
وَبَعْضُ الكَلامِ مُبَاح
يَا جآرَةَ الوَادِي
تَرَاتِيْلِي مُحَجَّبَةٌ
وَصَمْتِي أنَاشِيد
وَفي وَطَنِ الصِّبَا
تُحَاصِرُنِي مَرَايَا
تُزَاحِمُنِي الزَّوَايَا
تَعَانِقُ أوْردَتِي كُلُّ التَّفَاصِيل
وأكْتُبُ حِيْنَهَا لا شيءَ
تُخْفِيهِ التَّجَاعِيد
أنَا يَا سَيِّدَ القَبْر
بَعْضٌ واكْتِمَال
سُورَةٌ وابْتِهَال
كُلَّمَا ضَاقَ بي صَدْري حَدَاء
رَدَّدَ السَّامِرُ مِنْ خَلْفِي غِنَاء
يَا رَفِيقِي في طَريقِي
أنْتَ في أوَّل الصَّفِّ
والمَرَايَا خَلْفَنَا
حِيْنَهَا أدْرَكْتُ
أنَّ الوَجْهَ في آخِر الصَّفِّ
.. كَانَ وَجْهِي
***
قَالَتْ هُنَا يَسْكُنُ القِيْثَارُ
هُنَا يَحْرُسُ النَّجْمُ أوْتَاري
وَتَعْزفُ الّلَحْنَ أوْرَاقُ الصَّبَايَا
فَتَطْرَبُ مِنْ وَجْدِهَا
فَيْرُوزُ والنَّايُ في دَاري
هُنَا يَا صَاحِبي عُودِي وأغْنِيَتِي
هُنَا بَعْضِي وَحَرْفِي وَقَافِيَتِى
هُنَا أرْسُمُ كَيْفَ تَغْتَسِلُ الخَطَايَا
وَكَيْفُ نَتْلُو حِيْنَ حَضْرَتِهَا البَقَايَا
هُنَا يَا صَاحِبي
بَعْضُ المَعَازفِ تُشْبهُ المَوْتَ
لَمَّا تَيَمّمَ نَبْضُهَا فَاقَتْ بَيَاضاً
ثُمَّ نَادَى المُزَمِّلُ في خُشُوع
حَانَ وَقْتُ العِبَادَة
حَانَ وَقْتُ العِبَادَة
عَادَهَا المَوْتُ مَرَّةً
فَوَلَّتْ صَوْبَ أغْنِيَتِي
لَكِنَّهُ القَدَرُ الذي كَانَ يَتْبَعُهَا
يَمَّمَ هَذَا الخَوْفُ وجْهَهُ
نَحْوَ قِيْثَاري كَيْ لا يَمُوتْ