منى - علي بلال / تصوير - سليمان الغوينم:
يومان والحاجة الصينية تائهة عن حملتها التي قدمت معها لأداء فريضة الحج لهذا العام في مشعر منى، يومان منذ أن فقدت ليو رونغ (70 عاماً) الحاجة من الصين الشعبية مجموعتها بعد رمي جمرة العقبة الكبرى لتظل تائهة وتأكل وتشرب مما يجودون به عليها حجاج بيت الله الحرام. تقول رونغ لـ(الجزيرة): مررت بعدد من الشباب السعودي الذي يقوم بخدمة الحجيج، لكن لم أتواصل معهم وظللت أمشي حتى أنهكني التعب واليوم (أمس) وصلت الى مكتب الإرشاد ووجدت هؤلاء الشباب الذين قدموا لي أفضل الخدمات والآن وعدوني بإيصالي الى حملتي. ومن جانبه، قال رائد أول عشائر جوال جامعة الملك سعود بمركز إرشاد الحجاج التائهين رقم (1) أنس العثمان: إن المركز يستقبل ما يتراوح بين 100 الى 200 تائه في اليوم، يتم إيصالهم لذويهم، مشيراً إلى أن الشاب المتجول في خارج المركز يرشد ما يقارب الـ3000 تائه يومياً. وكشف العثمان عن أنهم يقومون باستقبال الحاج التائه في استراحة المركز ويقدم له وجبة الإفطار والغداء والعشاء والماء والعصير، وبعد ذلك يقوم أحد الجوالة بأخذ البيانات عن طريق (الأسورة) الموجودة على معصمه والتي يوجد فيها كل البيانات الخاصة به، ثم يتم تحديد موقعه على الخريطة بعد ذلك يقوم أحد الجوالة الموجودين في المركز بإيصال الحاج لمقر مخيمه. وقال إن بعض الحجاج التائهين لا يستطيعون المشي فيؤخذون على عربات ويتم إيصاله لمخيمه ثم يتم ختم إيصال الحاج عن طريق رئيس المخيم ثم يعود الجوال ويستريح قليلاً ثم يقوم بخدمة حاج تائه آخر لإيصاله لذويه. وأوضح العثمان أن المركز يعمل فيه خلال حج هذا العام ثلاث فرق، فرقتان من جامعة الملك سعود وفرقة من جامعة طيبة، مشيراً إلى أن المركز قد تلقى أمس الأول أعداداً كبيرة من الحجاج التائهين مما شكّل ضغط عمل على الجوالة بحكم أنه أول أيام العيد وجميع الحجاج يتوجهون لرمي جمرة العقبة الكبرى ولكن بالرغم من ذلك أدوا واجبهم على أكمل وجه. وألمح العثمان إلى أن مراكز الإرشاد في مشعر منى وعرفات مجموعة موزعة بالتساوي، ذاكراً بأن مشعر منى به عشرة مراكز إرشاد، فيما يعمل في مشعر عرفات بما يقارب الـ 3000 جوال يخدمون أكثر من 50 ألف حاج تائه يتم إرشادهم يومياً كما يتم إيصال ما يقارب 2000 حاج تائه لمخيماتهم. وتحدث العثمان عن المواقف المؤثرة التي تصادفهم عندما يتم إيصال الحاج التائه لذويه قائلاً: عند إيصال الحاج التائه من ذويه لمدةيومين او ثلاثة أيام لم يتمالك الجميع نفسه فتنهمر الدموع ويحضن بعضهم البعض في موقف مؤثر جداً، فيما يقوم ذوو الحاج التائه باحتضان الجوال.