الجزيرة - المحليات:
عبَّرت الفائزات الأربعة بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة في دورتها السادسة عن سعادتهن بالفوز بهذه الجائزة الرفيعة، والتي تمثّل إحدى آليات مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - للحوار بين أتباع الثقافات ومد جسور التواصل المعرفي والإنساني بين أبناء الثقافة العربية الإسلامية والثقافات الأخرى، وأثنت الفائزات بالجائزة قبيل حفل تسليمها بمدينة ساوباولو البرازيلية على دورها في تنشيط حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية واختراق حواجز اختلاف اللغة من أجل رفد المكتبة العربية بالعلوم والمعارف الحديثة، والتعريف بإسهامات المبدعين والمثقفين والعلماء العرب في جميع دول العالم.
وفي هذا الإطار قالت د. ريم أبو راس الطويرقي الأستاذ المساعد بقسم الفيزياء بجامعة الملك سعود ووكيلة شطر الطالبات بالجامعة والفائزة في مجال العلوم الطبيعية عن ترجمتها لكتاب «كيف تعمل الأشياء» من اللغة الإنجليزية، إن الحصول على جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة يُعد شرفاً كبيراً لكل مهتم بالترجمة على المستوى العالمي ولا أستطيع أن أصف سعادتي بنيل هذا الشرف والحصول على هذه الجائزة الرفيعة والتي تُعد من أكبر جوائز الترجمة على المستوى الدولي، فضلاً عن كونها إحدى آليات مبادرة خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.
وأضافت د. ريم أبو راس: ومبعث سعادتي أن هذه الجائزة حافز كبير للمترجمين باعتبارهم بناة جسور التواصل العلمي والمعرفي بين كافة الدول والشعوب على اختلاف لغاتها، كما أنها نجحت بجدارة في إحياء تقليد حضاري عريق يمتد لأكثر من 1000 عام، عندما نشطت حركة الترجمة في بلاد المشرق وتلاقحت من خلالها الأفكار ليمتد نفعها في كل ربوع العالم.
وعبَّرت د. ريم أبو راس عن شكرها لخادم الحرمين الشريفين على دعمه السخي للعلم والعلماء من خلال تبني ورعاية هذه المشروعات العلمية العظيمة.
من ناحيتها أكدت الدكتورة سلوى سليمان نقلي عميدة كلية البنات بجامعة اليمامة، والفائزة بالجائزة في مجال العلوم الإنسانية عن ترجمتها لكتاب «مقدمة في النقد الشعري المعرفي» تأليف بيتر ستوكويل من اللغة الإنجليزية للعربية أن الفوز بالجائزة يمثل بالنسبة لها دفعة قوية لمواصلة الجهد والعمل وإثبات قدرة المرأة السعودية وجدارتها للمشاركة الفاعلة في مسيرة نهضة وطنها وأمتها، مشيرة إلى أن إعلان نبأ حصولها على هذه الجائزة أشعرها بأن تعب السنين له تقدير كبير في وطن تبذل قيادته الرشيدة كل الإمكانات في رعاية العلم والعلماء، وأضافت د. سلوى نقلي: لم أكن أتوقع الفوز بالجائزة بسبب معرفتي بالمنافسة الكبيرة للفوز بها بين أفضل المترجمين في العالم لكن عدالة ونزاهة معايير الجائزة كانت طريقي لنيل شرف الفوز بها، وأتمنى أن يكون ذلك حافزاً لكل نساء المملكة للاستفادة من الفرصة الكبيرة التي منحها إياها خادم الحرمين الشريفين للمشاركة الفعّالة في مسيرة التقدم لهذا الوطن المعطاء.
أما الأستاذة رشا سعد زكي مدرسة اللغة الإنجليزية في مصر والحاصلة على الجائزة عن ترجمتها لكتاب «الاقتصاد التطبيقي» تأليف توماس سويل فقالت: اختلطت مشاعر الفرحة العارمة بالدهشة عندما تلقيت نبأ فوزي بجائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة أعلى جوائز الترجمة وأرفعها مقاماً في العالم أجمع، وامتزج لدي الشعور بالفخر واليقين بأن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً وأن لكل مجتهد نصيباً.
وبكل الإنصاف أقول إن الرؤى الثاقبة للقائمين على اختيار الأعمال التي يتم ترشيحها للفوز بهذه الجائزة لا تنشغل بغير جودة العمل المترجم وما يمثله من قيمة علمية ومعرفية وما بذل فيه من جهد لإتقان الترجمة بكل أمانة، بغض النظر عن عمر المترجم أو مدى شهرته وهو ما أتاح لي شرف الفوز بهذه الجائزة وتتيحه لغيري من المواهب الشابة في مجال الترجمة.
وأضافت الأستاذة رشا سعد: ولا أشك أن الجائزة تفتح آفاقاً رحبة للتواصل المعرفي والعلمي والإنساني بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى وأنه لشرف عظيم لي أن أحظى بهذا التكريم الأدبي والمعنوي والمادي من خلال الفوز بهذه الجائزة العالمية، ولا يسعني سوى أن أرفع كل الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز راعي هذه الجائزة العظيمة والسامية في أهدافها، والشكر موصول لمجلس أمناء الجائزة وجميع القائمين عليها، وأثق تماماً بنجاح هذا المشروع العلمي والثقافي الكبير في رفد المكتبة العربية والعالمية بأعمال قيمة يعم نفعها كل الدول والشعوب.
من ناحيتها قالت د. سيسليا مارتيني أستاذة الفلسفة العربية والإسلامية بجامعة بادوفا في إيطاليا والتي فازت بالجائزة عن ترجمتها لكتاب «الفارابي» إلى اللغة الإيطالية والتي تُعد أول ترجمة من نوعها لهذا العمل الفلسفي والفكري الثمين: إن سعادتي بالفوز بجائزة خادم الحرمين الشريفين لا تقتصر فقط على ما تمثله من تقدير لجهدي في ترجمة كتاب «الفارابي» بل لأن الجائزة تُعد اعترافاً بأهمية جهود المترجمين في مد جسور التواصل بين الشعوب والمساعدة على إزالة أسباب الصراع بين الثقافات، وهذا هو الهدف الذي تفتح عالمية الجائزة أبواباً واسعة لتحقيقه.