أعلنت وزارة الداخليَّة العراقية عن أن حصيلة التفحير الذي استهدف المصلين قرب مسجد جنوبي مدينة كركوك شمالي بغداد ارتفعت إلى 33 قتيلاً وجريحًا وبلغت حصيلة انفجار العبوة الناسفة التي استهدفت المصلين لدى خروجهم من جامع القدس عقب أداء صلاة العيد في منطقة حي عدن جنوبي كركوك إلى 11 قتيلاً و22 جريحًا وتُعدُّ محافظة كركوك التي يقطنها خليط من سكانها من العرب والكرد والتركمان والمسيحيين والصابئة من أبرز المناطق المتنازع عليها والمشمولة بالمادّة 140 من الدستور العراقي فضلاً عن كونها من المحافظات التي تشهد حراكًا مناوئًا للحكومة منذ أكثر من تسعة أشهر.
يذكر أن التردي الأمني الكبير الذي شهدته محافظات عدَّة من البلاد واستهداف المساجد بشكل متِّكرر دفع بعضها لتعليق الصلاة فيها تحسبًا لوقوع هجمات مسلحة، كما طالب سياسيون الأجهزة الأمنيَّة بوضع خطط لحماية المساجد. من جهتها دعت إدارة محافظة صلاح الدين إلى توحيد القيادات الأمنيَّة لتقليل الهجمات التي تستهدف المحافظة، مشيرة إلى أن عيد الأضحى هذا العام تزامن مع أوضاع أمنيَّة «متأزمة» في البلاد في حين شدّدت على أن الهجمات الإرهابيَّة التي ضربت مناطق مختلفة من البلاد تهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية.
وقال نائب محافظ صلاح الدين أحمد عبد الجبار في بيان له: إن مناسبة عيد الأضحى هذا العام تتزامن مع أوضاع أمنيَّة متأزمة بسبب ما يتعرض له الشارع العراقي من هجمات إجرامية ظالمة لا تفرَّق بين أحد الغاية منها تأجيج الصراع الطائفي المقيت لتدمير البلد ووضعه في أتون الاقتتال والتناحر. ودعا عبد الجبار عناصر الأجهزة الأمنيَّة إلى اليقظة والحذر وصيانة العهد وحماية العباد والعراق وتوحيد القيادات الأمنيَّة تحت راية واحدة لتقليل من الخروق الأمنيَّة، مشددًا على أن أعضاء مجلس وإدارة المحافظة يقفون بكلِّ حزم من أجل دفع عجلة الحياة والتقدم إلى الإمام وهم حريصون على متابعة الواقع الأمني بكلِّ تعقيداته ولهم رؤيتهم الحقيقية والمتكاملة. من جهتها حثت بعثة الأمم المتحدة في العراق (اليونامي) قادة البلاد إلى السعي لتحقيق الوحدة والتفاهم بينهم في حين عدت أن العمل معًا هو وحده الذي يؤمن التصدي لأعمال العنف التي تمزق المجتمع، كما أكَّد أن التقاسم والتسامح والعدل هي وحدها العوامل الكفيلة بتحقيق السَّلام والرفاهية للعراقيين.
جاء ذلك في بيان أصدره الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف. وفي صعيد متصل أكَّدت وزارة حقوق الإنسان أن أكثر من ألف طفل عراقي سقطوا بين قتيل وجريح كضحايا إرهاب لعام 2012 وفيما بيّنت أن هذه الاحصائيات هي وفق مبدأ الدقة والشفافية الذي تنتهجه الوزارة في الكشف عن الانتهاكات والجرائم الإرهابيَّة الوحشية التي تطال أبناء شعبنا بكلِّ فئاته.
وأشارت إلى أن قسم ضحايا الإرهاب في الوزارة بإصدار احصائيات سنوية دقيقة خاصة بضحايا العمليات الإرهابيَّة. وأوضح البيان أنّه بموجب الإحصائيَّة السنوية لعام 2012 والواردة من هذا القسم التي تؤكد بأن عدد القتلى من الأطفال لعام 2012 بلغ (158) وعدد الجرحى (854) طفلاً وكان وزير حقوق الإنسان محمد شياع السوداني قد أعلن في وقت سابق أن العمليات المسلحة التي شهدها العراق منذ عام 2003 قد أسفرت عن مقتل 70 ألف شخص وجرح 250 ألف آخرين فضلاً عن 15 ألف مفقود.