في مطلع مقال الكاتب إبراهيم السياري المنشور في صفحة «عزيزتي» يوم 13-11-1434هـ ورد النص الآتي: «لقد كتبت سابقاً، وكتب غيري، عن بعض أهم المقومات التي تؤدي إلى دعم السياحة الداخلية». وما ذكره الكاتب الكريم بمطلع مقاله يعود بي إلى ما كتبته عام 1404هـ عن هذا الموضوع، ففي يوم 16-1-1404هـ نشرت «الجزيرة» حديثاً لوكيل وزارة المعارف المساعد للشؤون الثقافية، ورد فيه: «إدارة الآثار بوزارة المعارف تقوم بمشروعات عدة من أجل المحافظة على الأشياء القديمة والآثار، وجميع ما يتعلق بالماضي؛ فهناك أكثر من 40 مشروعاً في مختلف أنحاء المملكة تجري المحافظة عليها، تشجيعاً للسياحة في المملكة، وحفاظاً على هذه المعالم».
وقد عقبت على حديث سعادته، ونشرت هذه الصفحة تعقيبي يوم 5-2-1404هـ: «إن المهام المناطة بالإدارة العامة للآثار تتمثل في المحافظة على المعالم الأثرية، مثل المدن والأحياء والمباني والقلاع القديمة، وصيانتها، وعدم الإضرار بها، والمحافظة على النماذج الفريدة ذات الطابع العمراني المميز، وترميم الأجزاء التالفة والمباني المتصدعة، بغرض تقويتها وتماسكها؛ لتمثل في بقائها الطابع الأثري المعبِّر عما شهدته العصور القديمة من تقدم وفن وحضارة. هذا ما يصدر عن الإدارة العامة للآثار من توعية وتعريف بأهمية ومكانة الآثار القديمة، وما يتعلق بنشاطها نحو المواقع والمعالم التاريخية.
إن السدود الأثرية هي من المعالم التاريخية، وتستحق من العناية ما تستحقه المعالم الأخرى، وخير دليل ما حظي به سد مأرب من زيارات وكتابات. ومنطقة الطائف غنية بالسدود الأثرية والكبيرة، هي: سد عكرمة، سد ثمالة، سد سيسد وسد داماء بميسان؛ وحبذا لو شملت الإدارة العامة بنشاطها سدود منطقة الطائف الأثرية، وقامت بترميمها».
وفي شعبان من عام 1420هـ نشرت بعض الصحف توصيات ندوة الآثار، وورد في التوصية الثانية عشرة من توصيات الندوة: «المحافظة على ما تبقى من السدود وبرك المياه والآبار وقنوات المياه القديمة، وبناء ما تهدم منها، واستثمارها سياحياً». وأذكر أني كتبت تعقيباً يشيد بهذه التوصية، التي هي من اختصاص الإدارة العامة للآثار. وفي عام 1401هـ زارت لجنة فنية متخصصة من الإدارة العامة للآثار 13 سداً أثرياً بمنطقة الطائف، وقامت اللجنة بتسجيل المواقع الأثرية، وطرح الدراسات التخطيطية، ووضع الرسوم التفصيلية للسدود التي زارتها، ومنها سد داماء الأثري. وذكرت اللجنة في بحثها المنشور في مجلة «أطلال»، التي يطلق عليها حولية الآثار، في العدد السادس عام 1402هـ، أنها عثرت عند زيارتها لسد داماء الأثري على نقش بالخط الكوفي من العصر الإسلامي المبكر، وأن السد يُعد أكثر سدود الطائف إثارة للإعجاب.
إن الإدارة العامة للآثار والمتاحف سابقاً قامت مشكورة بإجراء مسح شامل لسدود منطقة الطائف الأثرية قبل ثلاثين عاماً، واعتنت بتسجيل جميع السدود ذات الطابع العمراني المميز، واعتمدت إدراجها ضمن خطط الترميم التي ستقوم بتنفيذها.
والمعروف عن الهيئة العامة للسياحة والآثار برئاسة سمو الأمير سلطان بن سلمان أنها أسهمت بجهودها الكبيرة في فعاليات ونجاح مهرجان سوق عكاظ التاريخي.
والمأمول من الهيئة العامة للسياحة والآثار أن تشمل بجهودها إصلاح وترميم السدود الأثرية في منطقة الطائف، التي ما زالت تنتظر الإصلاح والترميم والحفاظ على البقية الباقية منها من عام 1404هـ.
الآثار في شعر شوقي
وليس الخلد مرتبة تلقى
وتؤخذ من شفاه الجاهلينا
ولكن منتهى همم كبار
إذا ذهبت مصادرها بقينا
وآثار الرجال إذا تناهت
إلى التاريخ خير الحاكمينا
وأخذك من فم الدنيا ثناء
وتركك في مسامعها طنينا