المشاعر المقدسة - بعثة الجزيرة:
يستقبل جموع حجاج بيت الله الحرام صباح اليوم أول أيام عيد الأضحى المبارك بعد أن شهدوا أمس يوم الحج الأكبر ووقفوا على صعيد عرفات الطاهر وباتوا بمزدلفة تأسياً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في مشهد إيماني مفعم بالخشوع والسكينة، ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.
وسيقوم ضيوف الرحمن اليوم برمي جمرة العقبة الكبرى وينحرون هديهم ويحلقون رؤوسهم ويتحللون من ملابس الإحرام ويطوفون طواف الإفاضة بالبيت العتيق قبل أن يستقروا بمشعر منى لقضاء أيام التشريق الثلاثة.
وكانت الحركة المرورية لانتقال ضيوف الرحمن من منى إلى عرفات قد شهدت انسيابية ومرونة بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين من إمكانات ضخمة وترتيبات متميزة لينعم الحجاج بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان.
وتميزت عملية التصعيد باليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة بفضل الله تبارك وتعالى ثم بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها رجال المرور يساندهم أفراد الأمن لتنظيم حركة السير وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم وبذل الغالي والنفيس لخدمتهم والسهر على راحتهم وتيسير تنقلاتهم تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة ببذل أقصى الجهود لتأمين المزيد من الراحة والأمن والطمأنينة، ليؤدوا مناسكهم في أجواء يسودها الأمن والطمأنينة.
ووقف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية على عملية تصعيد الحجاج إلى عرفات، وواصلا تعليماتهما للجهات المعنية ببذل أفضل الجهود لتوفير ما يحقق لضيوف بيت الله الحرام أداء مناسكهم في مزيد من اليسر والأمن والأمان.
وقدمت الجهات المعنية براحة وخدمة الحجيج خدماتها الصحية الأمنية والإسعافية والتموينية والغذائية للأعداد الهائلة لحجاج بيت الله الحرام في أرجاء المشعر بشكل منظم وميسر.
وكانت منارات مسجد نمرة الست في صعيد عرفات الطاهر أطلقت نداء الحق، ومؤذنة لأداء صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.
واكتسى المسجد أمس حلة بيضاء كأنه قطعة إحرام منسوجة في رداء واحد بالتصاق والتئام ضيوف الرحمن بعضهم ببعض، الذين توافدوا إليه منذ وقت مبكر من صباح اليوم التاسع من ذي الحجة، ليشهدوا خطبة عرفة ناسجين لوحة زاهية داخل المسجد وفي الساحات الخارجية، في ملمح يتكرر مرة واحدة كل عام.
واكتسب المسجد أهمية كبرى من الناحية الدينية والتاريخية، ففيه خطب النبي - عليه الصلاة والسلام - خطبته الشهيرة في حجته الأخيرة التي تُسمى خطبة الوداع.
من جهة أخرى، تأهبت منشآت الجمرات في مشعر منى لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لرمي الجمار بتفويج منظم وضعت له الخطط ومشروعات مرافق وتهوية وتكييف وصيانة وخدمات مرافق لمزيد من الراحة والتيسير على الحجيج في أداء المناسك.
إلى ذلك، أنهت وزارة الشؤون البلدية والقروية مشروع منشآت الجمرات باكتمال المظلات العلوية، وزودت بمراوح التكييف المصاحب للرذاذ لتقليل درجة الحرارة، وإعداد السلالم المتحركة ومباني الخدمات وتخطيط المسارات الجديدة، ونشر كاميرات المتابعة لتعزيز آليات التحكم في تدفقات حركة الحجيج إلى جانب اللوحات والمنشآت الإرشادية والتوعوية والخدمات الإعلامية في إطار المرحلة الرابعة والأخيرة من مشروع المنشأة الحديثة للجمرات والأعمال المتعلقة بها.
وعلى صعيد متصل، واصلت طائرات الأمن بوزارة الداخلية تحليقها الكثيف في أجواء المشاعر المقدسة, حيث واكبت منذ فجر أمس عمليات تصعيد حجاج بيت الله الحرام من مشعر منى إلى مشعر عرفات.
وأكد القائد العام لطيران الأمن بوزارة الداخلية اللواء الطيار محمد بن عيد الحربي أنه تم خلال الطلعات التي وصلت ساعاتها لقرابة الـ 30 ساعة طيران, مراقبة توجه الحجيج إلى عرفة واستقرارهم هناك, مفيداً أن حركة الحجيج تمت ولله الحمد وفق ما هو معد لها, حيث لم يتم رصد أي حوادث تذكر.
وبين القائد العام لطيران الأمن بوزارة الداخلية أن طيران الأمن سيواصل استعداداته لأول أيام التشريق والأيام التي تليه في متابعة الوضع الأمني والحركة المرورية داخل مشعر منى والعاصمة المقدسة وجميع الطرق السريعة المؤدية إليها, وكذا في منشأة الجمرات وأثناء توجه ضيوف الرحمن للمسجد الحرام لأداء صلاة العيد.
من جهتها، ضخّت شركة المياه الوطنية عبر الشبكات العامة (270) ألف متر مكعب استهلكها ضيوف الرحمن في مشعر عرفات أمس.
وقال مدير وحدتي أعمال مكة المكرمة والطائف بشركة المياه الوطنية المهندس عبد الله بن أحمد حسنين في تصريح صحفي: إن المياه كانت تصل عبر الشبكات ودورات المياه والمشارب الملحقة بها على مدار الساعة بإشراف ومتابعة عدد كبير من المهندسين والمراقبين من منسوبي الشركة في مناطق العمل بمراكز التشغيل والصيانة التي تغطي مشعر عرفات لمتابعة وصول المياه للشبكات العامة ودورات المياه والمشارب الملحقة بها وشبكات إطفاء الحريق. وأضاف: إن جميع الفرق الميدانية بالشركة تم تزويدها بالإمكانيات كافة بما يشمل السيارات والمعدات اللازمة والدراجات النارية ووسائل الاتصال السلكية واللا سلكية اللازمة للصيانة والتشغيل، إضافة إلى تواجد غرفة عمليات مركزية بإدارة التشغيل والصيانة بالمشاعر المقدسة بمشعر عرفات لتلقي جميع أنواع البلاغات عن انقطاعات المياه أو كسور في الخطوط سواء خطوط المياه أو خطوط الصرف الصحي، مؤكداً أنه لم يحدث أي انقطاعات أو انكسارات في الوضع التشغيلي.
وأفاد المهندس حسنين أنه تم إنشاء وتجهيز مركز الاتصال وخدمة العملاء الرئيسية لاستقبال البلاغات في مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مشيراً إلى أن عدد البلاغات التي تلقتها غرفة العمليات منذ بداية الموسم حتى ساعة إعداد التقرير في يوم عرفة أكثر (700) بلاغ، كما أن الشركة تستقبل البلاغات إلكترونياً أو عبر الاتصال اللا سلكي أو عن طريق جهاز العمليات المشتركة أو من قبل مندوبي الشركة المتواجدين في غرف عمليات الأجهزة الحكومية الأخرى ذات العلاقة بشؤون الحج والحجاج أو من مؤسسات الطوافة التي يتم استقبالها ثم يتم تحويلها للفرق الميدانية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة وإنهائها في أسرع وقت ممكن.
وأشار المهندس حسنين إلى أنه يوجد في مشعر عرفات (8) مراكز للتشغيل والصيانة وأكثر من (1500) من الكوادر المؤهلة والمتخصصة بمجال التشغيل والصيانة بقطاعي المياه والمعالجة البيئية على مدار الساعة.