منى - بعثة الجزيرة:
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج العليا رئيس لجنة الحج المركزية أن ضيوف الرحمن وبتوفيق من الله عزَّ وجلَّ أتموا مساء أمس نفرتهم من مشعر عرفات بمرونة عالية وسهولة، حيث استقر الحجاج في مشعر مزدلفة آمنين مطمئنين، وسط رعاية ومتابعة من جميع الجهات الأمنيَّة والخدميَّة.
وأوضح سموه في لقاء له مع القناة السعوديَّة الأولى أن تحرّك الحجاج من مشعر عرفات تَمَّ وفق ما هو مخطط وبانسيابية ولم يشهد ذلك التحرّك أيّ عقبات، حيث استخدموا قطار المشاعر والحافلات، كما سلك المشاة من الحجاج المسارات التي خصصت لهم. وحول نقل الإدارات الحكوميَّة خارج منى قال: هناك تأثير مأمول لخطة نقل الإدارات، وفي العام القادم سيتم نقل كل الإدارات الحكوميَّة الموجودة في منى وفي هذا العام نقل جزء منها في المجمع الجديد.
هناك خمسون مبنى جُهز منها 12 مبنى في هذا العام، وانتقل إليها حوالي 10 إدارات حكومية نأمل ـ إن شاء الله ـ أن تستكمل كل الإدارات الحكوميَّة نقلها للمجمع الجديد في العام القادم، آملاً أن يَتمَّ من خلال هذه الخطة توفير مساحة من الأرض تقدّر بـ23 في المئة من المساحة التي عليها الخيام الآن واستخدمها للحجاج.
وأكَّد سموه أن نقل الإدارات والأجهزة الحكوميَّة إلى خارج المشاعر المقدسة لا يعيق أداء دور منسوبي هذه الأجهزة، حيث إن الميدانيين سيعملون في داخل المشاعر في الأرض والناس الذين داخل الخيام لا يتحرَّكون، فهولاء الذين سينقلون إلى الادارات الحكوميَّة.
وأبان سموه أن العمال الميدانيين الذين يتطلب حضورهم في حادث أو في أيّ حالة اضطرارية كالدفاع المدني أو الإسعاف أو النظافة سيوجدون في نفس الميدان بين الخيام ووسطها ومع الناس.
وفيما يخص تأثير حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» قال الأمير خالد الفيصل: إن تأثيرها جيّد ولكنه توعوي أكثر من أنّه عملي، ونرجو أن تُؤثِّر الحملة في تثقيف الناس بما يجب عليهم أن يفعلوا في أداء هذا النسك من ناحية، والتأكيد عليهم أن الحج فرض مرة واحدة في العمر لمن استطاع إليه سبيلاً».
وأضاف ردًّا على من يدعي أن مشروعات الدَّوْلة في المشاعر المقدسة مشروعات ربحية قائلاً: عمر الدولة ما كانت تقيس مشروعاتها بربحيتها أو أن يكون لها عائدٌ اقتصاديٌّ أو تجاريٌّ أو ماليٌّ، الدَّوْلة تقوم بواجبها لأنّها تريد خدمة ضيوف الرحمن ، وخدمة ضيوف الرحمن شرفٌ يعتز به المواطن السعودي سواء أكان في موقع المسؤولية بالدولة أو مواطن عادي، ونحن في المملكة نتحمل تبعيات هذا الشرف، والمملكة لا تأخذ رسومًا على الحجاج وتدفع حكومة المملكة آلاف المليارات سنويًّا على مشروعات الحج وتطوير مواقع الحج، وكل من يدعي أن المملكة تأخذ عائدًا ماديًّا أو اقتصاديًّا أو ربحيًّا عليه أن يثبت ذلك.
وحول أثر قرار تخفيض نسب الحجاج من الداخل والخارج بيَّن سموه أن الأثر كبير في الحقيقة، حيث كان ذلك واضحًا في حج هذا العام من خلال سهولة النقل وسهولة التحرّك وقلّة الحوادث، إلى جانب نقص عدد حجاج الخارج بحوالي 20 في المئة، ومن حجاج الداخل 50 في المئة، مؤكِّدًا أنّه لم يتم مصادرة أيّ مركبة وإنما أوقفت بعض المركبات.
وأفاد سموه أنّه تَمَّ القبض على عدد من الحملات الوهمية بلغ عددها 95 حملة تقريبًا في جميع أنحاء المملكة حتَّى اليوم، إلى جانب إعادة أكثر من 120 ألف مخالف للأنظمة، و46 ألف سيارة مخالفة للأنظمة.
وفيما يخص أسعار حملات الحج قال سموه: جرى اتفاق بين وزارة الحج وبين أكثر من 30 شركة لحجاج الداخل على أن يكون هناك تسعيرة مخفضة تتراوح ما بين 2500 إلى 5000 للحاج في ثلاثة منظمين لهذه الاتفاقية بين وزارة الحج وبين حجاج الداخل أو شركات حجاج الداخل شركتان التزمتا أما شركة لم تلتزم الذي فقط هو جهد من قبل شركتين اثنتين.
وأضاف سمو أمير منطقة مكة المكرمة قائلاً: لقد تفقدت بعض المواقع في المنافذ والمواقيت وأعتقد أن العمل في المنافذ كان جيّدًا وكان الاستعداد كبيرًا جدًا ورجال الأمن الذين كانوا في هذه المواقع كانوا بروح عالية جدًا، بالنسبة للمواقيت رأيت اختلافًا في الموقع الذي زرته هو ميقات السيل، وتحدَّثت مع معالي وزير الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد بهذا الشأن ووعدني معاليه أن يَتمَّ الإصلاح في القريب العاجل، وأنا أحيي رجال الأمن الذين في المنفذ وما يقومون به رغم الصعوبات التي يواجهونها، ولكن استطيع القول: إننا في هذا العام أحدثنا نقلة كبيرة جدًا في الحفاظ على النظام وإقناع الجميع بأن احترام النظام من احترام النَّفْس واحترام الدَّوْلة التي نعيش فيها، وأي دولة لا يحترم نظامها ستكون الأمور فيها كلّّها فوضى ونحن لا نقبل الفوضى لا في أيام الحج ولا في غيرها فلا بُدَّ من احترام النظام ولا بُدَّ من احترام هذه الدَّوْلة وأنظمتها ولا بُدَّ من احترام سلامة وكرامة الحجاج النظامين الذي يفدون إلى هذه الأرض الطاهرة، ولن نسمح لحاج غير نظامي أن يضايق حاجًا نظاميًّا، فلا بُدَّ أن نعطي الحاج النظامي كل الراحة، كل أسباب التكريم ويجب أن نفصح بوضوح السياسة الإسلاميَّة والمبادئ والقيم الإسلاميَّة، أما من يتعدى هذه الحدود فكل نظام له حدود وإذا تعدى هذه الحدود يجب أن يوقف عند حده. وأردف سموه قائلاً: جميع وسائل الإعلام بذلت جهدًا كبيرًا جدًا في إيضاح كل ما يمكن إيضاحه عن الحج والحجاج وكذلك لنقل الصورة الحقيقة لجهود الدَّوْلة في خدمة الحجيج، طبعًا لا يزال هناك بعض الذين لا يقتنعون لأسباب عدَّة منها أن بعض الأقلام أو بعض الأشخاص الذين يظهرون في بعض الفضائيات لا يسرُّهم نجاح الدولة في خدمة الحجاج. ولا يسرُّهم نجاح في أيّ عمل تعمله. ويحاولون أن يشوِّهوا الأعمال التي تقوم بها الدَّوْلة ويقوم بها المواطن. ولكن الحمدالله هذه الأعمال هي خير رد لكل من يحاول أن يشوّه ما تقوم به هذه الدَّوْلة لخدمة الحاج والمعتمر على حد سواء، نريد الحقيقة من الإعلام أن ينقل الصورة الحقيقة لأن الحقيقة مشرفة لكل مواطن سواء في موقع المسؤولية أو مواطن عادي، فالمواطن يستحقُّ أن يشكر في كلِّ ما يقوم به في وطنه وداخل بلاده لخدمة الحجيج والمعتمرين.
هذا شرف وكرامة كرَّمنا الله سبحانه وتعالى به، ويجب أن نؤدي ما يجب علينا تجاه هذا الشرف وهذه الكرامة التي منَّ الله سبحانه وتعالى علينا بها وأعطانا إياها ورزقنا بأن نكون على هذه الأرض المقدسة وجوار بيته العتيق لنقوم بواجبنا لخدمة ضيوفه من الحجاج والمعتمرين.