مبروك:
في هذا اليوم الأربعاء 18-12-1434هـ (23-10-2013) بلغت أعداد الجزيرة 15000 منذ صدرت أسبوعية يوم 20-02-1384هـ (30-06-1964) ثم يومية، أكرر: مبروك خمصطعشر ألف.
مجلة الجزيرة:
وكان الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس رحمه الله هو صاحب مجلّة الجزيرة الشهرية التي توقفت أو أوقفت في سنتها الرابعة في شهر جمادى الأولى 1383هـ.
فلما صدر قرار وزارة الإعلام آنذاك في شهر شوال 1383هـ القاضي بإيقاف جميع صحف الأفراد، وهي:
(الأسبوع التجاري/ البلاد/ الرائد/ عكاظ/ قريش/ القصيم/ المدينة/ الندوة/ اليمامة) وهذا القرار لا يشمل المنهل ولا الجزيرة التي توقفت قبل ذلك بأشهر.
وعلى فكرة.. مؤسسة الجزيرة الصحفية ليست امتداداً لمجلة الجزيرة كما ظن ويظن البعض، وقد بينت ذلك في مقال سابق أيّده رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك.
وقد صدرت تلك الصحف كمؤسسات صحفية ماعدا الأسبوع التجاري، وقريش، والقصيم.
مؤسسة الجزيرة: وقد عمد الشيخ عبدالله بن خميس إلى الاستعانة (كما فعل آخرون) بشلّة (عصابة) من المثقفين ورجال المال (وكنت من تلك الشلّة (لا..العصابة) حتى تصرفت قبل بضع سنوات في عضويتي وأسهمي (بسبب ظروف مالية عاصفة خانقة).
خمصطعشر وأخواتها: أعود للعنوان الذي وضعته للمقال (من باب الدعابة) (بالباء الموحدة) وأقول كنت كتبت مرّة في هذه الجريدة مقالاً صغيراً عنوانه (خمصطعشر وأخواتها).
خمصطعشر ألف: وقد لاحظت قبل سنوات أن أحد المذيعين الرسميين توفي رحمه الله (ولا غيبة لمجهول ولا لمتوفى) كان يقول في قراءة الميزانية خمصطعشر (وأخواتها)، وهي كما تعلمون من ثلاثطعشر إلى تسعطعشر.
وهي كما تعلمون أيضاً ثلاثة عشر/ أربعة عشر/ خمسة عشر/ ستة عشر/ سبعة عشر/ ثمانية عشر/ تسعة عشر، وطاء المغاربة ليست فيها على الإطلاق، لأنهم يقولون (كما قيل لي) طاكسي كبير وطاكسي صغير و أوطوبيس.
وهذا للمذكر (ألف)، أما المؤنث كـ(سنة) وامرأة ونحوهما فهي ثلاث عشرة.. إلى تسع عشرة، وكثيرون يخلطون بينهما كما يخلطون بين (أحد) للمذكر، و (إحدى) للمؤنث.
خمسَ ألف: والمشهور عند مواطني إحدى الدول المجاورة أنهم يقولون (خمسَ ألف) مع تضخيم اللام، بدل خمسة آلاف.
ثلاثة مليون: ومن أخطائنا -وما أكثرها- قول الكثيرين ثلاثة مليون.. إلى عشرة مليون، بصيغة المفرد، وصوابها ثلاثة ملايين لأنها جمع مليون، ومثلها أربعة ملايين، إلى عشرة ملايين.
نون الخطوط السعودية: ومرّة كتبت في هذه الجريدة أيضاً فقرة بالعنوان أعلاه، لأن موظفي السعودية (الخطوط) (لا الدولة) و(لا حليب السعودية) يقولون ويقلن خمسة عشر دقيقة، ولما أسمعها أتألم وأنبه المشرف فبعضهم يستجيب، وبعضهم (يطنّش) أي لا يجيب، وكأن الملحوظة لم تعجبه، وسيبويه لم يسمع به. وصحتها (كما لا تعلمون) خمس عشرة دقيقة.
أقول قولي هذا: بعض خطباء المساجد أراد التحديث والتجديد (والمعصرة) أي مجاراة العصر، فأبدل ذلك البعض (أقول قولي هذا) بـ (أقول ما سمعتم) أو (أقول ما تسمعون)، وبعضهم توسط وردّد (أقول هذا القول)، ولعلّه أعقلهم، وكلهم عقلاء (لا ثقلاء).
أبو عبدالرحمن محمد بن عمر بن عقيل يؤيد الاستمرار على عبارة (أقول قولي هذا) في الخطب.
ومنذ عدة قرون وهي تقال، فماذا حدث؟.. جاء المتأخرون المجددون المتحذلقون (المتعصرون) فنبذوها وجعلوا مكانها العبارات المتقدمة.
وش أخبارك: كما نبذ معظم شبابنا من الجنسين -إن لم أقل كلهم- عبارة (كيف حالك) وهي الأفضل على الإطلاق، أو وش لونك، وأبدلوها بعبارة سيئة اخترعوها (وش أخبارك)، كما اخترع بعض الخطباء (أقول ما سمعتم) أو (أقول ما تسمعون)، وكلاهما غير سليمتين، سواء بالماضي أو بالمضارع، كما رأى أبو عبدالرحمن بن عقيل، وإبراهيم بن عبدالله الناصر (أبو عمر).
رحمه الله: ومما خرج به علينا (أحدهم) عبارة (يرحمه الله) و (يحفظه الله) بصيغة المضارع، بدل رحمه الله بصيغة الماضي بمعنى الدعاء.
ومنذ قرون وعلماؤنا يرددون (رحمه الله) و (غفر له) إلى آخر تلك الأفعال التي عدّ منها د. عبدالعزيز الخويطر 13 فعلاً.. هي: رضي الله عنه، ورحمه الله، وعفا عنه، وغفر له، وتجاوز عن سيئاته، ووفقه، وشفاه، وعافاه، وتقبل منه، وأراحه من تعبه، وأصلحه، وأصلح بنيه، وجعل الجنة مثواه.
كما عدّ منها أبو عبدالرحمن 31 فعلاً.. هي: (أيدّه الله، وأدام توفيقه، وشكر سعيه، وألهمه السداد، ووقاه، وبيّض وجهه، وكفاه ورزقه، ونصره، وأحسن عاقبته، وطيّب ثراه، وأسبغ عليه نعمه، وخلف عليه، وآجره في مصيبته، وأجزل مثوبته، ونوّر طريقه، وصرف عنه كل مكروه، وحقق أمنيته، وأناله مناه، وأورثه الجنة، وأرغم أنف عدوه، وأهلك الله الظلمة، وخذل الله العدوّ، وعجل بفرح فلان، وأزال كربته، وأقرّ عينه، وأنعم الله عليه، وبارك فيه، وأكرمه، وأبقاه، ونسأ في أجله..إلخ ).
وكلاهما يستنكر هرولة بعض الناس لصيغة المضارع، حتى أنهما حذرا من أن تكون هذه الصيغة دُسّت علينا لأن النصارى يقولون (يباركه الرب).
أما الشيخ حمد بن محمد الجاسر -رحمه الله- فقد استبعد أن يقول محمد عمر توفيق (يرحمه الله): ((وهو -رحمه الله- ذو تمكن قوي في اللغة العربية، وهو يدرك أن الفعل الماضي قد يقصد منه المستقبل، كما في قول الله تعالى {أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ}، والمعنى: سيأتي أمر الله، والمسلمون منذ أول وجودهم إلى عهدنا كانوا يستعملون في مؤلفاتهم ودعائهم: فلان رضي الله عنه وغفر له ورحمه وأمثال هذه الكلمات التي تزخر بها كل المؤلفات العربية 14 قرناً، ولم يحدث هذا الاستعمال إلا في أيامنا الأخيرة في فئة متشددة، جاهلة باللغة العربية، متوهمة أن جملة (رحمه الله) تدل على الجزم بأن الرجل مرحوم، وهم يجهلون أن المقصود بها الدعاء له بالرحمة)) أ.هـ. وكذلك فعل أبو أوس شمسان في هذا الموضوع.
طرفة: واسمحوا أن أورد طرفة (لعل أحدكم يبتسم) : (شخص اسمه (أمر الله) راجع إحدى الدوائر أو الشركات، فلما أخبر أحد الموظفين باسمه قال له إن موضوعك عند زميلي فلان، وهنا اتصل الموظف بذلك الزميل وقال له (جاك أمر الله) ومن أمثالنا العامية (أمر الله شقّ القربة).
غريب عجيب: والغريب العجيب أن صيغة المضارع (المحذورة) انتشرت انتشار النار في الهشيم، ولم يعد الكثيرون يهتمون بما ذكره أولئك الأعلام، ولا بما هم منه يخشون، وعند محاولة مناقشة بعضهم يصرّ على أن المضارع أفضل غير عابئ بما تم إيضاحه.
رجاء.. لإخواني السائقين: أرجو من إخواني المواطنين والمقيمين والسائقين (كلّهم بصيغة المذكّر!!) ما يلي (ولا يهونون):
* عدم تخطي إشارة المرور الحمراء، ففي هذا خطر عظيم، بل هو جريمة.
* عدم التقدم على الإشارة، ليراها إذا اخضرّت.
* التقيد بإشارات سياراتهم، لأنها لم توضع عبثاً.
وذلك عند:
- إرادة السير.
- إرادة الوقوف.
- الاتجاه يمينا أو شمالاً.
* عدم عكس السير.
* عدم إزعاج الناس بالبواري المزعجة.
* عدم التجاوز من اليمين لأن ذلك مخالف لأنظمة السير ومسبب للحوادث.
* عدم إزعاج سائقي السيارات المقابلة والناس بالأنوار العالية.
* تذكّروا -لو سمحتم- أن القيادة فن و ذوق و وأخلاق!.
رجاء لإخواني المصلّين:
- فضلاً: لا تكوموا (بالواو) أحذيتكم في أبواب المساجد، بل ضعوها في الرفوف أو الدواليب أو يمنة ويسرة على الأقل، ويكون هذا أيضاً في أبواب المجالس.
- فضلاً: لا تتخطوا رقاب المصلين، وبالذات يوم الجمعة.
- فضلاً: ليأخذ المتأخرون (أصحاب الدجاجة والبيضة) سجادات من بيوتهم لاستخدامها يوم الجمعة حين يجدون المسجد قد امتلأ، أو تكون الفرشة غير كافية.
- لطفاً: أبعدوا سياراتكم يوم الجمعة عن المسجد قليلاً، وامشوا قليلاً (عبادة ورياضة)، ولا تسدّوا على أحد، ولا تجعلوا أحداً يسدّ عليكم.
- إياكم والسرعة المفرطة غير المنضبطة.
- إياكم والتهوّر، والتزموا بالأخلاق في كل أموركم.
- إياكم والغضب أثناء القيادة وحتى في بيوتكم، بل وفي كل مكان، لأن الغضب سبب كثير من المشاكل والكوارث، بل والجرائم حين يأتي الشيطان ويشعل الموقف، وحين لا يكون أحد المتخاصمين حليماً يطفئ نار غضب الآخر بالكلام الحسن، أو بالصمت على الأقل.
رجاء لأخواني أئمة المساجد: الرجاء الرجاء الرجاء ثلاثاً عدم رفع الصوت في القراءة الجهرية رحمة بالمصلين وبمجاوري المسجد، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
طرفة: اسمحوا لي أن أختم مقالتي هذه بهذه الطرفة: صلى أحدهم بزملائه ظهراً فقرأ جهراً، ولما أتموا صلاتهم وسألوه لماذا فعل ذلك ؟ أجاب بكل برود: (افتكرتها العصر).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،