تعتبر قناتا القرآن الكريم والسنة النبوية اللتان يتم بثهما من خلال التلفزيون السعودي بعد أن أمر بإنشائهما وتكفَّل بهما بتكاليفهما ابتغاءً لمرضاة الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله وجعلها في ميزان حسناته - من أنجح القنوات الفضائية التي يتم متابعتهما من قبل شريحة كبيرة من الناس ومن شتى دول العالم ذلك أن إحداهما متخصصة في بث القرآن الكريم الذي «لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حكيم» أما الأخرى فلا تبث إلا كلاماً وأحاديث لمن زكَّاه الله «إن هو إلا وحيٌ يُوحى» صلى الله عليه وسلم - وإن كان لي من ملاحظة على هاتين القناتين المباركتين فهي رجائي أن يتم ترجمة الآيات والأحاديث على هاتين القناتين باللغة الإنجليزية وبقية اللغات بالتعاون مع وزراة الشؤون الإسلامية كما هو الحال في رمضان فهناك من الشعوب من لا زاولوا يبحثون عن الدين الحق وهم بحاجة لمعرفة الكثير عن الإسلام - ولقد آتت هاتان القناتان أكلهما مبكراً منذ تأسيسهما فقد أصبح القرآن يُتلى آناء الليل وأطراف النهار في البيوت بعد أن كانت القنوات الفضائية لا تمرُّ على القرآن إلا على استحياء وما من شكٍ ولا ريب أن لمتابعة معالي الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة الأثر الكبير في إنجاح هاتين القناتين رغم أننا نطمح للمزيد لتكون القنوات الفضائية السعودية حاضرة وبقوة في المنازل والبيوت وتكون خير سفير لبلادنا التي نشأت وتأسست على الشريعة الإسلامية ومن هذا المنطلق وبما أن التدبر والتمعن في آيات القرآن الكريم شرط أساسي لتلاوته وحيث أن الناس لم تعد تقرأ كما كانت في عهد السرعة والتكنولوجيا بل تبحث عن المعلومة بأيسر الطرق فإنني أناشد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - بالتوجيه بإنشاء قناة خاصة يُطلق عليها اسم «قناة التفسير» يكون تخصصها تفسير الآيات والأحاديث عن طريق مشائخ وعلماء موثوقين حتى لا يتجرأ جاهل على تأويل الآيات حسب رأيه أو بغير علم خاصة ونحن نعرف أن أكثر الذين خرجوا على الوطن وقتلوا المعاهدين والمستأمنين إنما كانوا متأولين ولعل من مزايا هذه القناة - في حال تم إنشاؤها - تبيان الكتاب الكريم وشرح الأحاديث النبوية الشريفة فلا يبقى مجالٌ لمتأوِّل بغير علم كما أنها ستكون رافداً لتدبر كتاب الله كما ستكون سنةً حسنةً تُحسب لهذه البلاد وستكون نبراس هداية لميبحثون عن الإسلام من غير الناطقين باللغة العربية خاصة وقد أمرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أن نقود الناس إلى الجنة بالسلاسل وأن نُبلِّغ هذا الدين لعل الله أن يهدي بنا من كان ضالاً فيكون لنا خيراً لنا من حمر النعم.
إنني هنا وبصفتي مسلم ومواطن أناشد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة باعتماد إنشاء هذه القناة وأثق أنها ستكون محل اهتمامهم لما عُرف عنهم من خدمة الإسلام والمسلمين. والله يتولى الصالحين.