لا شك أن للتبرع بالدم جزاء عظيماً عند الله ويمثّل قمة الإنسانية ومن أعظم صفات الكرم شدّني إلى هذا القول ما نشرته عكاظ بتاريخ 20-10-1434هـ بعنوان: (تخصيص أسبوع شهري لمواجهة نقص الدم في المستشفيات) وآخر بعنوان: (التبرع بالدم لا يتوقف على التوعية) وإنما يحتاج إلى قناعة أفراد المجتمع بهذا العمل الإنساني هنا أقول إن تخصيص أسبوع في كل شهر للتبرع بالدم لا شك أنه أمر مهم نظراً للحاجة الملحة إلى الدم في كثير من الظروف المرضية والإسعافية ولكن ممن ومتى وفي أي مكان وإن إقناع أفراد المجتمع بهذا العمل الإنساني لا شك أنه مفيد للغاية ومن المؤكّد أنه سيؤدي إلى نتائج جيدة ولكن يا ترى كيف تكون طريقة الإقناع وفي أي مكان ولكن الأمر يحتاج إلى جدية ولا يكفي الكلام عن ذلك بالصحف أو لدى المتبرعين حينما يصلون إلى المستشفيات أو حتى عبر إحدى القنوات المرئية مرة واحدة أو اثنتين أو حتى ثلاثاً، الإقناع يجب أن يكون كالآتي: حينما تبدأ الدراسة في شتى مراحل التعليم يجب أن يوزع عدد من الأطباء المختصين على المدارس الثانوية والجامعات وقت أداء صلاة الظهر فيقف الطبيب بعد الصلاة ويلقي محاضرة مختصرة عن أهمية التبرع بالدم ومدى فائدته للمتبرع قبل المريض وإعطاء الوعد الأكيد بمعالجة من يتضح أن لديه أي مرض وبسرية تامة وإن لزم الأمر علاجه بالخارج.
وبعد الانتهاء من المدارس والجامعات يتجه هؤلاء الأطباء إلى المساجد ليلقوا محاضراتهم بعد أداء الصلاة أية صلاة عن أهمية التبرع بالدم للمتبرع قبل المريض وتكرار الوعد السابق هنا يكون الإقناع الحقيقي والإيضاح الكامل وبنفس الطريقة تقوم عدد من الطبيبات ذوات الاختصاص لتجوب المدارس الثانوية وأقسام النساء في الجامعات بعد الفراغ من جامعة الأميرة نورة ومسح تلك المعلومة الخاطئة من أذهان الناس عن (إن التبرع بالدم يضر المرأة) كما هو شائع بين النساء الأمر الذي أدى إلى عدم وجود متبرعات وإن وجدن فقليل وبتلك الطريقة من المؤكّد أنه سيكون هناك ثقافة صحية لدى الجميع رجالاً ونساءً عن أهمية التبرع بالدم وأهميته بالنسبة للمتبرع والمتبرعة وعظيم فائدته بالنسبة للمحتاجين إلى جانب الأجر العظيم من الله لهم وبعد الانتهاء من المحاضرة يكون المختصون جاهزين لعملية سحب الدم من المتبرعين والمتبرعات ولا نكتفي بجولة واحدة، بل يجب تكرارها في كل ثلاثة أشهر على الأقل لنحصل على الكميات المطلوبة ولتترسخ ثقافة التبرع لدى الآخرين.