رثاء الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن حمود السميط، المتوفَّى 8-10-1434هـ، الداعية الإسلامي المعروف وصاحب الأعمال الخيرية المتعددة.
دموع الحزن تهطل من دماء
وتبكي الأرض من عظيم البلاء
وفي إفريقيا صوت ينادي
عزاء في الصباح وفي المساء
ونادي المسلمين بكل دار
تجرع صبره يوم العزاء
ويبكي منبر يعلوه نور
يشع الحق في درب الوراء
ودار يحفظ الطلاب فيها
كتاب الله من وحي السماء
ودار تحضن الأيتام فيها
مواثيق المحبة والإخاء
ويبكي مسجد وتجفُّ بئر
إذا قطع الرشاء من الدلاء
لموت أبي صهيب كان هذا
وهيهات الفرار من القضاء
ترجّل وامتطى عزماً قوياً
لدعوته لهدي الأنبياء
وفي حرب السميط رباط جأش
على جهل وفقر ثم داء
رباط في ثغور نائيات
وأدغال تُروّى بالوباء
وبلدان تعج بها الرزايا
تندّد بالمتاعب والشقاء
طبيب الروح والجسم المعنّى
تعالج بالبلاغ وبالدواء
فكم شيّدت من دور اليتامى
وكم من مسجد عالي البناء
وللتعليم دور شامخات
يزينها لهم حسن الأداء
وآثرتَ التقشف في بلاد
عليها أمطرت سحب الرخاء
زهدتَ بها وقادتك الأماني
إلى بلد المشقة والعناء
إلى إفريقيا لتحط رحلاً
براه السير في طرق التناء
لتبليغ الرسالة في بلاد
بها الأعداء تعمل في الخفاء
فأديتَ الأمانة فاستجابت
ملايين تنادت بالوفاء
دعتْ أتباعها للحق حتى
تسابقت الوفود إلى الولاء
جزاك الله عنا كل خير
بما قدمتَ من صور العطاء
وأسكنك الجنان العاليات
بعفو شامل يوم اللقاء