تباطؤ النمو الصيني يقلق العالم .. وهبوط «مفاجئ» في الصادرات
هبطت صادرات الصين بطريقة فاجأت بها التوقعات بشكل كبير، ورغم أن انخفاض الصادرات كان بمقدار 0.3 في المائة في شهر سبتمبر إلا أن كل التوقعات كانت تشير إلى تسجيل 6 في المائة، وبذلك كان هذا الانزلاق القوي بين التوقعات وما سجل فعلياً. وبلغ ما صدرته الصين إلى العالم 185.6 مليار دولار. وبذلك تكون النتيجة التي هي الأسوأ في 3 أشهر قد خيبت الآمال بعد سلسلة من البيانات والمؤشرات الجيدة التي صدرت أخيراً لثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأظهرت اكتسابه بعض القوة.
يُذكر أن سوق الولايات المتحدة مهم جداً بالنسبة للصين؛ إذ يشكل نحو خمس مجموع إجمالي صادراتها، وتوقف الحكومة الأمريكية أيضاً يُعتبر من الأخبار السيئة للبضائع الصينية. أما بالنسبة لواردات الشهر الماضي فسجلت نتيجة تفوق توقعات الخبراء، ووصلت إلى 170.4 مليار دولار، وارتفعت 7.4 % حسب تشنغ يوى شنغ نائب المدير العام لإدارة الإحصاءات بوكالة الجمارك الصينية. وكانت التقديرات تشير إلى نسبة 7 %. وأتى النمو النسبي للواردات الصينية بسبب الزيادة في الطلب المحلي الصيني المدفوع بإنفاق حكومي أعلى بهدف منع الاقتصاد من التباطؤ أكثر من اللزوم. وبذلك تكون الصين قد سجلت فائضاً تجارياً بنسبة 15.2 مليار دولار لشهر سبتمبر، وأتى أقل من توقعات المحللين التي كانت عند 27.7 مليار دولار.
وعزا بعض الخبراء المصرفيين هذا الهبوط إلى حركة في المرافئ الصينية، تباطأت بسبب قوة اليوان، وتوقعوا استمرار التباطؤ في النمو في الاقتصاد الصيني، وأي قفزة جديدة في النمو ستكون مدتها قصيرة، وخصوصاً بعد وعود من القادة الصينيين بإصلاحات مالية بشكل واسع، ستؤثر بدورها على عجلة النمو وتحد من قوته. الأنظار كلها اتجهت الآن إلى نتيجة الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، وبعض البيانات المالية عن الاقتصاد الصيني لشهر سبتمبر ستصدر الأسبوع المقبل. وتدور التوقعات حتى الآن حول تسجيل نمو للناتج المحلي الإجمالي بحدود 7.8 % في الربع الثالث عن الربع المماثل للسنة الماضية مرتفعاً عن نسبة 7.5 % التي سجلت في الربع السابق من العام الحالي. ورغم كل التوقعات ما زالت الحكومة الصينية تعتقد أن هدف النمو ما زال حسب توقعاتها، وسيكون عند 7.5 % في نهاية 2013. وفي الأسبوع الماضي صرَّح نائب رئيس البنك المركزي الصيني بأن النمو يمكن أن يسجل حتى 7.6 % في نهاية العام. وسنرى تأثير ذلك على الأسواق المالية، وخصوصاً أن أي بيانات صادرة عن الاقتصاد الصيني تجعل حركة الأسواق كبيرة، فكيف إذا أتت بعيدة جداً عن التوقعات.
