مكة المكرمة - سعود البركاتي:
على طريقتهم الخاصة يحتفل أهالي مكة المكرمة للعام الثاني على التوالي, بمقدم ضيوف الرحمن القاصدين لبيته العتيق لأداء نسكهم، وسط أجواء شعبية تتسم بالبساطة والألفة والمحبة، تقدم فيها القهوة العربية والتمر وماء زمزم وعصير التوت والبليلة، بالإضافة إلى الهدايا الرمزية التي تقدم للحاج ومن شأنها أن تعكس انطباعاً جميل في نفوس هؤلاء الضيوف الأعزاء كما يصفهم أهالي مكة المكرمة.
ففي حي الحمراء, أحد أحياء العاصمة المقدسة، أنشأ أهالي مكة المكرمة موقعاً لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، في ما يسمى «بمركاز ميثاق الشراكة المجتمعية» الذي تشرف عليه إمارة منطقة مكة المكرمة، وتتعاون في تنظيمه عدة جهات وهي: غرفة العاصمة المقدسة, ومراكز الأحياء، وأمانة العاصمة المقدسة، ويهدف إلى استقبال ضيوف الرحمن بشكل يومي بدءاً من شهر ذي الحجة ولمدة ثلاثة أسابيع، حيث تقدم لهم البرامج التعريفية بمكة المكرمة وكلمات إرشادية يقدمها عدد من الدعاة وأهل العلم، بالإضافة إلى جولة تعريفية على المشاعر المقدسة للحجاج.
وأوضح المشرف على المركاز محمد الأحمدي, أن فكرة المشروع تهدف إلى استقبال ضيوف الرحمن بطريقة شعبية بسيطة، وهي أتت امتداداً للجهود الكبيرة التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين, لضيوف الرحمن من خلال المشاريع العملاقة التي يتم تنفيذها في المشاعر المقدسة، بالإضافة إلى التسهيلات والإمكانات الكبيرة التي تقدم لحجاج بيت الله.
وأوضح الأحمدي, أن فكرة إقامة المركاز بدأت من العام الماضي، وتهدف إلى تقديم صورة إيجابية للحاج.. كي تبقى ذكرى خالدة في ذهنه بعد عودته إلى أهله، مشيراً إلى أنه يتم اختيار مجموعة من الحجاج بشكل يومي وبطريقة عشوائية، ويتم أخذهم في جولة تعريفية على المشاعر المقدسة، وبعد ذلك يتم إحضارهم إلى مقر المركاز، حيث تقدم لهم الأكلات والمشروبات الشعبية القديمة، والقهوة العربية والتمر وماء زمزم. كما يتم تقديم برنامج ترفيهي من خلال تقديم الألعاب الشعبية القديمة، بالإضافة إلى فلم وثائقي تحت مسمى الحج بين الحاضر والماضي، وكيف كانت المعاناة التي يواجهها الحجاج في أداء نسكهم وكيف هي الخدمات الآن التي تقدم لهم.
وبيّن الأحمدي, أن المركاز يهدف إلى استضافة 30 ألف حاج خلال فترة إقامته، حيث تتم استضافة أحد المسؤولين أو طلبة العلم بشكل يومي، حيث يلتقون بالحجاج ويقدمون لهم الهدايا التذكارية والكلمات الوعظية والإرشادية التي يتخللها الترحيب والحفاوة بضيوف الرحمن.
وأشار إلى أن هذا المشروع لقي ترحيباً كبيراً من قبل أهالي مكة المكرمة والمسؤولين، حيث يحرص الجميع على المشاركة فيه، كونه يقدم صورة إيجابية لهؤلاء الضيوف الذين تكبدوا عناء السفر للمجيء إلى هذه البقعة الطاهرة.
ولفت الأحمدي, إلى أن الخطط المستقبلية لهذا المشروع تتضمن التوسع في إقامته في عدد من الأحياء في مكة المكرمة، كي يستفيد منه أكبر عدد ممكن من الحجاج، لاسيما وأن الجهات الحكومية وأبرزها إمارة منطقة مكة المكرمة، قدمت دعمها الكبير لهذا المشروع الذي يعكس كرم ومحبة الرجل المكي لضيوف الرحمن.