تقدّم لابنته خطيب.. سأل عنه.. عاد مبتهجا وزفّ ابنته جذلا !
أراد تعيين موظف جديد.. سأل عن سنوات خبرته.. احتقر أن يطلّ على طلابه أو موظفيه أو نتاجه وإبداعاته لتكتمل الصورة !
ألقى الدكتور محاضرته.. باح الطالب لصديقه بأنه كدّ ذهنه ليفهم ما يتفوه به هذا الدكتور لكن بلا جدوى.. حدجه صديقه : ألا تعلم أن فلانا قد حصل على الامتياز في الماجستير والدكتوراه ؟!
تستهوينا البروق حتى لو لم تمطر.. تسيطر علينا الرغبة السائدة دون أن نشعر تضيع علينا الفرص والسبب المواصفات اللامعة في أعينهم لا في أعيننا.. تتدهور الحقيقة ويُستشهد الميزان في سبيل قوانينهم..
نحن قوم يرضينا الوجه الواحد.. نتغبّط بنظرنا إلى الصورة من زاوية واحدة ولا نفكر أبدا بالزوايا الأخرى التي قد تثرينا أضعاف الأضعاف.. لا نجيد التفحص مهما فحصنا لأننا ريبوتات مبرمجة وحسب..
باختصار.. نحن قوم نرضى بفساد الداخل وفساد السر لأي علاقة أو مهنة مادام الخارج مزبرقا ونزيها ويرضي جبننا الذي يهرب دوما من مواجهة الحقيقة..
خاتمة.. نظيفون ؛ لكن على الورق فقط !