يحتفظ تاريخنا الرياضي في سجلاته وأوعيته..أحداثًا رياضيَّة.. ومشاهد تاريخية.. ومواقف راسخة في الذاكرة الرياضيَّة.. ففي عام 1386هـ شهد وصول فريقي الوحدة والاتفاق لنهائي كأس الملك، ولأول مرة يلتقي الفريقان في نهائي الذهب الذي أقيم في ملعب الصايغ بالرياض وتحديدًا في 22 من ذي القعدة 1386هـ، في ملحمة كروية تُعدُّ الأقوى في حقبة الثمانينيات الهجرية.. نجح «فرسان مكة» في إحراز اللقب للمرة الثانية في تاريخهم بعد فوزهم على فارس الدهناء (2-0) سجلهما نجم المباراة جميل فرج.. وقد شهدت هذه المواجهة التاريخية أحداثًا رياضيَّة.. وأبرزها نقل المباراة على الهواء مباشرة عبر التلفزيون بعد تشغيل محطتي الرياض وجدة واكتمال مشروع إنشاء شبكة (الميكرويف)، حيث حقق ذلك المشروع انتشارًا سريعًا للإرسال التلفزيوني.. بعد أن نقلت أول مباراة على الهواء من تلفزيون جدة قام بالتعليق عليها (بدر كرّيم) عام 1386هـ، -موسوعة د.أمين ساعتي الرياضية-في حين كانت المباراة النهائية لكأس الملك عام 1386هـ هي أول نهائي يبث على الهواء المباشر، وقد علّق على المباراة المعلّق الرياضي الراحل زاهد قدسي-رحمه الله- ومحمد رمضان -شفاه الله - مناصفة على شوطي المباراة التي قادها تحكيمًا جزمي بشار وعبدالرحمن الموزان ورشيد دشان وقد مثَّل فريق الوحدة في نهائي الكأس كل من الحارس علي داوود - لطفي لبان - الزرد - الدوش - البصيري - سعد لبان - أبو يمن - كريم المسفر- جميل فرج.. ومثل الاتفاق: عثمان باطوق - عبد الله يحيى - سبيكة - البلوشي - حبيب - عذره - خليل الزياني - سعود الفصمة- محمد عطية - المخيزيم.
وتوج الملك فيصل- طيَّب الله ثراه- رعى تلك المباراة النهائية.. (فرسان مكة) باللقب الثاني بكلِّ جدارة واستحقاق.
يذكر أن رئيس الوحدة آنذاك الذهبي الشيخ عبد الله عريف -رحمه الله- ساهم في صناعة فريق كان يشار له بالبنان.. يضم في خارطته نجومًا كبارًا وأسماءً لامعة صنعت الأمجاد الوحداوية.. وكتبت أسماؤها في تاريخ النادي المكي المخضرم بمداد من ذهب يتقدمهم أبناء اللبان سعيد ولطفي وأسعد ردنة والبصيري وعلي داوود والدوش وفرج وغيرهم من النجوم.