سعادة رئيس تحرير الجزيرة الموقر
اطلعت على الموضوع الذي ورد في صحيفة «الجزيرة» يوم الأحد الموافق 23-11-1434هـ بانطلاق برامج تعاون جديدة بين جامعة حائل ووزارة الشؤون الاجتماعية تهدف لرفع مستوى الأداء للعاملين في قطاع الخدمة الاجتماعية في فروع الشؤون الاجتماعية بمنطقة حائل هو من الأمور التي تثلج الصدور وحبذا لو تم تعميم ذلك في جميع جامعات المملكة، فكل منطقة بها جامعة وأيضاً يوجد بها فروع لوزارة الشؤون الاجتماعية لرعاية الأيتام والأحداث المنحرفين والمعرضين للانحراف والمعاقين ذكوراً وإناثاً والمسنين فلماذا لا يتم التعاون البناء بينهما لخدمة الوطن والمواطنين؟.
وكما جاء في الموضوع فإن العاملين في قطاعات الخدمة الاجتماعية سوف ينضمون إلى برامج تدريبية تنظمها الجامعة ويقوم بتقديمها المختصون الذين يعملون في الجامعات وخاصة أقسام الخدمة الاجتماعية من أجل تطوير وبناء قدرات العاملين في قطاعات الخدمة الاجتماعية. لأن الخدمة الاجتماعية علم وفن وتحتاج إلى المهارة في كيفية التعامل مع صاحب المشكلة و80% من عمل الخدمة الاجتماعية في هذه المؤسسات يعتمد على العمل الميداني من أجل حسن المعاملة وتقدير آدمية المقيمين في هذه المؤسسات والدور الاجتماعية.
كما جاء أيضاً في الموضوع فإن الجامعة بصدد تطوير قاعدة بيانات هامة حول كيفية الانخراط في تلك البرامج التدريبية من قبل الشباب من طلاب وطالبات الجامعة ليشاركوا في الأعمال الموجهة للمجتمع لخدمة المواطنين في قطاع الشؤون الاجتماعية والأعمال الخيرية.
وتدريب العاملين في قطاع الخدمة الاجتماعية وتدريب الطلاب على العمل في مجال الخدمة الاجتماعية وخاصة في خدمة الفرد هي من سمات المجتمعات المتقدمة لأن العمل الميداني يحتاج لتدريب مستمر للارتقاء بمستوى العاملين في هذه الدور والمؤسسات الاجتماعية كما يحتاجه شباب وشابات الجامعات خاصة أولئك الذين يدرسون الخدمة الاجتماعية ليحصلوا على التدريب الميداني أثناء دراستهم الجامعية إلى جانب العاملين بالفعل في هذا المجال، لأن الخدمة الاجتماعية تعتبر طباً اجتماعياً، فالأخصائي الاجتماعي يعتبر طبيباً اجتماعياً يحتاج إلى تطوير نفسه ليكسب الخبرة والاطلاع على النظريات الحديثة في الخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع وعلم النفس.
إنها خطوة مباركة من قبل جامعة حائل ومديرها الدكتور/ خليل بن إبراهيم الإبراهيم وأيضاً الأستاذ/ سالم السبهان مدير عام الشؤون الاجتماعية في حائل ومدير مركز التنمية الاجتماعية بحائل الأستاذ/ سعد بن مصعب التميمي وتعميم هذا النمط من التعاون بين الجامعات وإدارات الشؤون الاجتماعية في المناطق يثري العمل الاجتماعي وينشط تدريب الطلاب على الأعمال في خدمة المجتمع، وأيضاً تدريب العاملين في قطاع الشؤون الاجتماعية على أيدي المختصين من الأكاديميين العاملين في الجامعات.
وهذه الخطوة البناءة قد تفتح المجال للارتقاء بالعمل الاجتماعي وأيضاً بالعمل التطوعي في خدمة المجتمع وتعميمها سوف يؤدي إلى تقديم الخدمة الاجتماعية بالأسلوب العلمي المطور وتعويد طلاب الجامعات المقبلين على دراسة الخدمة الاجتماعية على أسلوب العمل في خدمة المجتمع والقيام بأبحاثهم وإحصائياتهم واستبياناتهم بصورة سهلة وسليمة وعلمية وفق أحدث النظريات الاجتماعية.
إن التطور في العمل الاجتماعي يفرض نفسه والجامعات منارات في المجتمع تضيء بالنفع على الوطن والمواطنين في ظل توجيهات قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين متعه الله بالصحة والعافية.