اعتادت فروع الجمعية الوطنية للمتقاعدين إقامة حفل (يوم الوفاء)، لتكريم المتقاعدين والمتقاعدات في مناطق المملكة تقديراً وعرفاناً بما قدَّموه لبلادهم وجهاتهم التي كانوا يعملون بها، من جهود وخدمات كان لها - بعد الله- دور في نهوض هذا البلد المعطاء وتطوره وتقدّمه، وهذا يصدقه قول الشاعر:
إذا قلت في شيءٍ نعم فأتمهُ
فإن نعم دين على الحُرِّ واجبُ
إن صفة الوفاء من الصفات الحميدة التي حضَّ عليها ديننا الإسلامي الحنيف وأكد على الالتزام بها يقول الله تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ} سورة النحل آية 91، كما وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بارك حلف الفضول الذي دعت إليه قريش لنصرة المظلوم والدفاع عنه والوفاء بما تعاهدت عليه وقال (لو دعيت به في الإسلام لأجبت).
والوفاء من شيم المسلم، فهو وفيٌ مع ربه، وفيٌ مع نبيه، وفيٌ مع والديه، وفيٌ مع أولاده، وفيٌ مع جيرانه، وفيٌ مع أصدقائه، وكذا هي الجمعية الوطنية للمتقاعدين فرع الرياض وفية مع أعضائها متقاعدي منطقة الرياض تشرّفت وأقامت حفلها السنوي لتكريمهم يوم الثلاثاء 25-11-1434 بمركز الملك فهد الثقافي تقديراً لما قدَّموا من جهود طيلة فترة عملهم وإحياءً لسنة درجت عليها كل عام وفي هذا يقول الشاعر:
وإني امرؤٌ فيَ سجيةٌ
وفعالُ كُلِ مهذبٍ مفضالِ
كما أن فرع الرياض نذر نفسه وعاهد على إقامة هذا العرس كل عام تكريماً لهؤلاء الرجال الذين أفنوا حياتهم في خدمة الله ثم المليك والوطن، كما أنهم خطّطوا وطوّروا وحسّنوا من المهام التي أوكلت إليهم في جهاتهم المختلفة بكل كفاءة واقتدار، وكانوا مثالاً يحتذى به في الإدارة والتخطيط لمن سيأتي من بعدهم.
إن من الوفاء أمام هذه الفئة الغالية من أبناء الوطن، الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم المكتنزة بالفكر الإداري العميق، وتسطيرها في المجلات والنشرات التي تصدرها جهاتهم التي عملوا فيها لتكون مرجعاً للدارسين والباحثين.
ما أجمل العُمرَ في برَ الوفاء
وما أحلى أمانيه تقديراً وتفعيلا
بارك الله في جهود هذه الجمعية الفتية وحقق على يديها ما يصبو ويتطلع إليه المتقاعدون والمتقاعدات، إنه ولي ذلك والقادر عليه.