يمتاز مجتمعنا الإسلامي بتفرده عن المجتمعات الأخرى بحب الخير وبذل الجهد من أجله، فالصغير يحترم الكبير ويمد له يد العون، التسابق لخدمة كبار السن داخل المساجد والأسواق والمستشفيات واضحة للعيان، وهذا شيء جميل ومطلوب فعله باستمرار، ومن الجميل أيضاً أن نرى من يحنو على الضعفاء بغض النظر عن جنسياتهم كمساعدة أصحاب الحاجة للطعام والشراب واللباس حتى على الطرق شاهدنا شباباً يقفون بسياراتهم الخاصة لتوصيل شخص ينتظر تواجد سيارات الأجرة، ولسبب أو آخر لم يجد تلك الوسيلة، فالتراحم حقيقة مطلوب بين أفراد المجتمع ولا أحد ينكر دوره وأهميته في بناء العلاقة الأخوية بين الناس وهو شيء حث عليه الدين الإسلامي كإطعام الطعام وإفشاء السلام والصدقة كلها أمور ندب إليها الإسلام وجاء بوجوبها آيات قرآنية وأحاديث نبوية تؤكد هذا الحق وتدعو إليه، وأنا في الحقيقة أسعد برؤية مجتمعنا وهو يتفانى في تأدية هذا الواجب، ولكن أتمنى أن يوضع كل شيء بطريقة صحيحة وبالقدر المطلوب، فمثلاً عندما يكون لدينا طعام زائد بعد الولائم أو حتى بعد وجبة غداء أو عشاء لصاحب المنزل وأولاده أن توضع في آنية نظيفة ومحكمة وجاذبة لمن ستعطى له حتى يقبل عليها ونفسه راضية بقيمة هذا الطعام دون أن يحس بدونية أمام مهديه ومثلها التمور وحتى اللباس عندما تهديه لمستحقه بحالة جيدة ونظيفة داخل كيس يحفظه عن الغبار، بعد أن تم غسله وكيه شيء جميل ومريح للنفس. وعلى ذكر التمور هناك من يحضر شيئاً منها وخاصة في هذه الأيام، حيث يكثر الرطب فيضعها فوق أرفف الثلاجات الموجودة داخل المسجد والمخصصة أصلاً لتبريد المياه المعبأة (كاسات، قوارير صغيرة) وهنا لي وقفة مع هذه التصرفات، فالناس تحضر للصلاة ووقوف العامل أو غيره لأكل التمر ثم التوجه للصف لأداء الصلاة قد لا يكون مناسباً والذي أراه عدم احضار الأطعمة داخل المساجد، ومن أراد أن يتصدق بتمر أو غيره عليه أن يوصله لمقرات العمال وغرف السائقين ولبيوت المتعففين مع وضعها في عبوات مناسبة. والسؤال أين مراقبو المساجد فأنا شخصياً لا أرى لهم وجوداً يذكر في موضوع تصحيح بعض التصرفات غير المناسبة كرفع صوت المكبرات ونظافة دورات مياه بعض المساجد وصيانتها واستخدام الثلاجات التي يجود بها المحسنون، وتستخدم في غير ما وضعت لأجله ووجود عمالة تقوم بدور المؤذن، وربما دور الإمام أحياناً. أدري أن المثالية صعبة في مجتمع يتفاوت أفراده في تقديرتلك الاختلافات وأهميتها. الواجب يقتضي بذل ما نستطيعه لتستقيم الأمور وعندما يكون العمل وظيفة مدفوعة الأجر بتعين فعل ذلك.. وفقنا الله جميعاً لعمل الخير وأداء الواجب بأمانة وإخلاص، واقتراح أخير لوزارة الشؤون الإسلامية والمساجد والأوقاف بتخصيص رقم أو أكثر لتلقي الملاحظات من خلاله وتنبيه المسؤولين إليها.