هذا الكتاب يصور تاريخ المملكة العربية السعودية وواقعها وانطلاقها في مجالات التطور والنهضة والازدهار وما تحفل به اليوم من تنمية متتابعة ومتواصلة، فأما مؤلف هذا الكتاب فهو الدكتور حمدي الطاهر أحد الدبلوماسيين المصريين وقد صدر له عدد من المؤلفات ويقع الكتاب في (517) صفحة طبعة دار الاشعاع للطباعة سنة 1991م.
قسم المؤلف كتابه إلى أبواب خمسة وقدم المؤلف كتابه بمقدمة قال فيها: «إن المملكة العربية السعودية أصبحت تحتل مكانة بارزة لا على خريطة العالم العربي فحسب بل على خريطة العالم أجمع، إذ أصبحت مركزاً من مراكز الثقة باعتبارها حامية الحرمين الشريفين إلى جانب اقتصادها الممتاز ومكانتها داخل مجلس التعاون الخليجي وانفتاحها على العالم الإسلامي ومساعدتها لكثير من الدول، وقد أشار المؤلف إلى اهتمامه ودوافعه لتأليف هذا الكتاب واهتمامه بمعرفة الكثير عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
ويبدأ البحث الأول تحت عنوان «نشأة المملكة العربية السعودية وتوحيدها» ويقدم بعض المعلومات الأساسية وتاريخ نشأة المملكة وتطورها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وما قام به من دور تاريخي وأخذه بأسباب التقدم، مع المحافظة على القيم الإسلامية والتمسك بالأخلاق والشيم العربية، ويؤرخ الكتاب للسياسة الحكيمة التي أرساها الملك عبدالعزيز من أجل تدعيم الدولة وسياسة حسن الجوار التي اتبعها كما استعرض الكتاب دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ودور هذه الدعوة في تنقية العقيدة والدعوة إلى الإسلام الخاص كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم خالصا لله تعالى وحده.
أما الفصل الثاني فقد استعرض فيه نظام الحكم وان المملكة العربية السعودية دولة إسلامية.
أما الفصل الثالث فيتحدث عن اقتصاديات المملكة وثرواتها الطبيعية والزراعية والصناعية وخطط التنمية التي اتبعتها المملكة من أجل النهضة والتطور حيث حققت المملكة الاكتفاء الذاتي من القمح كما اشار إلى الاهتمام بالصناعة وما لها من دور فاعل في اقتصاديات المملكة حيث شهدت الصناعة أوج مجدها وتم تأسيس وبناء مدينتين صناعيتين في كل من الجبيل وينبع، وانطلقت المملكة في نهضتها التنموية انطلاقة كبيرة.
أما الباب الرابع فقد تناول فيه المجتمع السعودي ومساهمته في بناء بلاده ودور المرأة في مجال الخدمة الاجتماعية والتعليم وفقا لضوابط الشريعة الإسلامية.
وفي الفصل الخامس تحدث فيه المؤلف عن السياسة الخارجية ويستعرض أساس هذه السياسة وكيف أنها السياسة الثابتة، كما ركز المؤلف على علاقة المملكة مع مصر وتوطيد تلك العلاقة، ثم يستكمل المؤلف الحديث عن علاقات المملكة مع الدول الإسلامية والعالمية ويشير إلى مساعداتها المالية والسياسية والمعنوية للشعب الفلسطيني ومواقفها البارزة في هذا المجال وإنتاجها سياسة حكيمة ذات أبعاد عميقة عززت من شأن السلام العالمي وبالجملة فالكتاب الذي نستعرضه شاهد على ما حققته بلادنا من رقي وتقدم فحاضرها المشرق موصول بماضيها العريق - وقد اتسمت نهضتها بالتوازن والاعتدال والمنجزات الهائلة، مع المحافظة على المبادئ والقيم الإسلامية - وتحكيم شرع الله ومن تنمية بناءة والرقي بالإنسان والسير به على المنهاج الإسلامي الرشيد.