تسربت الموسيقى من عشرات المنافذ، واستيقظت المسامات على جسدي كجيش عرمرم.. انتصبت الشعيرات الدموية وضرب قلبي كطبول حرب.
المدينة تنام في حجر الصمت والكهوف موصدة على همسات لا تسع مداها رادارات القصر.
ثوبي الأبيض لم يتسق ولون الريح.. لم يتسق والليل.. امتد الطريق أمامي وغدت الحراب أشبه بالخيال..
الموسيقى ترفع الأعناق صوب طرقاتي المضيئة.. وأغصان الكون المتناثرة تفزعني بلا نهائيتها..
يا لهول التشابك..
الجنود يلتحمون في معركة مع المنافذ.. مع المسامات.. مع الشعيرات.. مع دقات قلبي التي أمالت رأسها على كتفي.
بيتهوفن يجلس عند النافذة، يرى إلى بركة دمي وزورق القدر يطفو على سطحها بهدوء.